لا شك أن الموانئ تعتبر من أهم مقومات الاقتصاد في أي بلد في العالم، فمن دونها لم يكن باستطاعتنا تصدير النفط الذي هو المورد المالي الوحيد تقريبا الذي تعتمد عليه الدولة، ولم يكن باستطاعتنا استيراد السلع المختلفة التي نعتمد عليها في حياتنا اليومية، خصوصا أننا بلد استهلاكي بامتياز.

Ad

وفي الكويت، المؤشرات الاقتصادية المختلفة تدل على زيادة مستمرة في حركة الموانىء وحجم المناولة فيها في السنوات المقبلة. فهناك زيادة محتملة في القوة الشرائية للمواطن عبر العديد من القوانين التي سنها مجلس الأمة إضافة إلى زيادة دعم وزارة التجارة للسلع، والمشاريع الكبرى التي يبدو أن الدولة مقبلة عليها. كما أن أفضل نموذج لتوقع أي زيادة أو نقصان في حركة موانئ أي دولة هو ناتجها القومي الإجمالي السنوي (GDP)، وهو المستمر في الارتفاع بالنسبة لبلدنا.

لكن وضع أهم ميناء في الكويت، وهو ميناء الشويخ، لا يسر الناظرين وذلك لكثير من الأسباب. فحركة الميناء تتأثر بالمد والجزر نتيجة لقصر عمق محطات المناولة فيها، ويؤدي ذلك في كثير من الأحيان إلى انتظار السفن لبضعة أيام حتى يتم تنزيل حاوياتها، خصوصا أن الميناء يعمل فوق طاقته الاستيعابية حسب إحصائية مؤسسة الموانئ في 2006.

وتنطوي هذه المشكلة على مخاطر واضحة على البيئة البحرية في منطقة جون الكويت التي تعاني نقصا في حركة التيارات المائية فيها، خصوصا مع ضعف الرقابة على السفن التي قد تستغل ذلك لتفريغ مخلفاتها في البحر أثناء فترة الانتظار، وقد أشارت تقارير عدة إلى حدوث ذلك في الماضي. كما لا أستبعد أبدا أن يكون جزء من التلوث الذي يعانيه الشاطىء المقابل لجامعة الكويت ناجما عن هذه السفن.

أما من ناحية الموقع، فميناء الشويخ يقع في منطقة مكتظة جدا لا تصلح لوجود ميناء فيها. فهي قريبة من العاصمة ومحاطة بجامعة الكويت والتعليم التطبيقي إضافة إلى المستشفيات، أي أن الطرق جميعها المؤدية إلى الميناء مزدحمة أصلا وتزداد ازدحاما في فترات السماح للشاحنات بالعبور، ولاسيما على طريق الغزالي الذي طالما رأيناه يتوقف بكامله نتيجة لانقلاب شاحنة محملة بإحدى الحاويات، وهو ما يشكل خطرا على أرواح الناس. كما أن الشارع المؤدي إلى الميناء ضيق جدا ويرثى لحاله بسبب تشققاته التي تشبه أمواج البحر!

لكن ما هو محير هو سبب إصرار الكثير من التجار والسفن على التعامل مع هذا الميناء بالرغم من كل عيوبه التي ذكرناها وكأنه الميناء الوحيد في الكويت؟! والمعنى في بطن الشاعر!

*****

ارفعوا القبعة لرجال الإطفاء الذين يخاطرون بحياتهم وصحتهم يوميا ويدفعون ثمن الحرائق المتتالية الناتجة عن ضعف الرقابة وإجراءات السلامة في كثير من المنازل والمباني والمخازن، خصوصا تلك المخالفة لأملاك الدولة. فهذه الوظيفة هي من الوظائف الشاقة القليلة التي لايزال الكويتيون يعملون بها ولم تعهد إلى الأجانب كما هو حال أعمال الحفر والمقاولات في الأشغال والنفط. فهؤلاء يستحقون امتيازات مالية إضافية على عملهم الشاق وخطورته، ونرجو أن يعمم هذا النموذج على الوظائف المختلفة التي هجرها الكويتيون حتى نقلل من اعتمادنا على العمالة الأجنبية.