برافو... سعاد
![فوزية شويش السالم](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1555928838345230500/1555928850000/1280x960.jpg)
المسلسل الثاني «شرف فتح الباب» واختياري له كان بسبب اسم «يحي الفخراني» الذي أتابع أعماله في كل رمضان، لأنه علامة جودة، وجواد السباق الرابح في كل المسلسلات التي يقوم ببطولتها، ولكن للأسف مسلسل هذا العام سبق أن تم طرح أحداثه في أعمال كثيرة، ولكني ما زلت أتابعه لأنه يحمل بصمة «يحي الفخراني». المسلسل الثالث «بعد الفراق» وهو تمثيل بعيد عن التشنج والنعيق والصراخ، وهذا هو أسلوب الرائعة هند صبري، والقدير خالد صالح، والحكم عليه بعد نهاية رمضان. أما المسلسل الذي شدنا وجذبنا إلى مشاهدته ومتابعته فهو «فضة قلبها أبيض» من بطولة سعاد العبدالله التي فاجأتنا بهذا الدور الصعب، وهذا الأداء المذهل الذي استخدمت فيه كل أدوات الممثل باقتدار هائل. سعاد مثلت بجسدها، بعجزه وضعفه وتخلفه، ومثلت بروحها التي توهجت بروح طفلة توقفت عن النمو عند العاشرة من عمرها، ومثلت بعقلٍ عجز أن يصل إلى مرحلة الكبار، وبقي في طفولته البريئة، وعينين وظفتهما سعاد ببراعة لترجمة ما في أعماقها من أفراح أو أحزان طفلة تختلف عن كل الناس. طفلة سرقت مشاعرنا واستولت على عواطفنا بالتمثيل السهل الممتنع. برافو «سعاد» لقد تحررت من الأدوار النمطية واجتزت اختبار النجاح الصعب «بفضة قلبها الأبيض» ولا أنسى مؤلفة المسلسل «هبة مشاري حمادة» وإن كنت لا أعرفها قبل هذا العمل، ولكنها أجادت في كتابة المسلسل، وفي ترابط الأحداث ومنطقيتها وسلاستها، وأحلى ما في كتابتها البهجة والبعد عن السوداوية في تناول وطرح الأحداث المؤلمة. والجميل في هذا المسلسل هو التوظيف الجيد في رسم الشخصيات وأداء الممثلين لها، من القديرة اسمهان توفيق إلى هدى حسين التي أبدعت في أداء هذا الدور الممزوج بخفة دم وعنف وسلطوية. ولن أنسى الممثلة الجديدة «مريم عبد الوهاب» التي أجادت دور المرأة اللعوب، «مرام» وخالد أمين، وفاطمة الصفي، وشجون الهاجري. أتمنى أن يبقى المسلسل حتى نهايته بهذه الجودة، وأن يحافظ على مستواه الجيد حتى لا يخيب أملي في نجاح أعمالنا الدرامية.