فليصوِّت الوطنيون اليوم للوطنيين والمرأة والمساواة... لمعصومة وأسيل ورولا وذكرى وسلوى... لكي تينع «وردة المنى»... ويفتح «التاريخ بوابة المجد»... لكي نغني لحن القدوم... وتقول الريح للغيوم الثقيلة: «انتهت ليلة الرحيل الطويلة».

Ad

أكاد أسمع صدى صوت بحارنا المبدع الشاعر محمد الفايز يستنهض الهمم... ويخبرنا في رحلة غوصه عن تجربة العذاب والألم... حين يقول:

«البحرُ أجمل ما يكون

لولا شُعوري بالضياع

لولا هروبي من جفاف مدينتي الظمأى وخوفي

أن أموت

عريان في الأعماق أو في بطنِ حوت

أني أحاذر أن أموت

لما أفكر أن لي بيتاً ولي فيه عيال

لما أحسّ بأن في الدنيا جمال».

وكأنه يسأل العازفين عن التصويت:

«أمسكت مفلقة المحار؟

في الفجر مرتجفا لتكتمل القلادة».

ليرد عليه شاعرنا عبدالله العتيبي رحمه الله:

«يا حادي الزمن

رجع صدى وطني

في كل أغنية

مغزولة بالشجن

أعد حديث الليالي

وذكريات النضال

وافتح كتاب بلادي

يا صدى الزمن».

عبدالله النيباري ورفاقه... أعيدوا للدنيا حديث شاعرنا الفايز عن «السندباد»:

«ماذا يكون السندباد؟

شتان بين خيال مجنون وعملاق تراه

يطوى البحار على هواه

بحباله

بشراعه

بإرادة فوق الغيوم».

كم كانت نبرتك حزينة يا «بومحمد» حين قلت: «لا يمكن أن يستقيم في النهاية إلا العقل والمنطق ومصلحة الناس... لا بالتعصب ولا بالتشدد... ولا بالتزمت ولا بالجنون تستطيع أن تحبس المجتمعات»... لا يمكن يا «بومحمد» لا يمكن.

فليصوِّت الوطنيون اليوم للوطنيين والمرأة والمساواة... لمعصومة وأسيل ورولا وذكرى وسلوى... لكي تينع «وردة المنى»... ويفتح «التاريخ بوابة المجد»... لكي نغني لحن القدوم... وتقول الريح للغيوم الثقيلة: «انتهت ليلة الرحيل الطويلة»... انتهى الجفاف والظمأ والظلام... لنردد:

«ها هنا بين كاظمة وجبال وارة

تربة أنضجتها شموس الحضارة

ها هنا فوق أرض الأحبة

أمطري يا غيوم المحبة

ها هنا سوف تأتي بلاد جديدة

وستنمو على الأرض أرض جديدة».

أتأتين اليوم يا غيوم؟ وتهزمين الهموم؟... نشعر بك... نسمع خطواتك الواثقة المتمايلة بخفة وحنو... تعالي كفاكِ هجرا... لوَّعنا الحنين... تعالي لنضمك لقلوبنا بعد فراق سنين... لنحملك على أكتافنا ونشدوا «تبني سواعدنا... داراً ستسعدنا»... ونردد:

«ألا يا بلاد الخير أنا على العهد

أتيناك مثل البرق براجف الرعد

أتيناك مثل الغيث نحمي مرابعا

لنبني بلاداً فوقها طالع السعد».