ما بعد هذه الاستقالة!
![صالح القلاب](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1501783180355436200/1501783193000/1280x960.jpg)
ويبدو ان حركة حماس، التي جاء ردها على هذا النحو الغاضب والانفعالي، قد رأت في استقالة حكومة سلام فياض مجرد مناورة بارعة لدفع حكومة اسماعيل هنية الى الاستقالة بحجة التمهيد لتشكيل حكومة الوفاق الوطني، ثم بعد ذلك تحشر حركة المقاومة الاسلامية في الزاوية الحرجة، فإما توافق على كل شيء، وتقبل بالامر الواقع، وإلا فإنها ستكون مثل ذلك الذي بادر الى احراق رحل راحلته قبل ان يصطاد الارنب الذي توقع ان يكون شواء عشاء لذيذ له. وبالطبع فإن محمود عباس (ابو مازن)، الذي لا يزال لم يطمئن الى ان حركة حماس صادقة في توجهاتها التصالحية، وانها قد تعيد الامور الى ما هو اكثر سوءا في اي لحظة من اللحظات، قد ترك الباب مفتوحا امام عودة سلام فياض إذا فشلت جلسة يوم الخميس المقبل التي وصفها عزام الاحمد، احد كبار المفاوضين نيابة عن حركة فتح والسلطة الوطنية، بأنها ستكون الجلسة الاخيرة ان هي فشلت في الاتفاق على تشكيل حكومة الوحدة الوطنية المنشودة.وحقيقة، وهذا يجب ان يقال كي لا يفاجأ الشعب الفلسطيني ويفاجأ العرب بانتكاسة محبطة، ان كل الدلائل تشير الى ان هذا الحوار الذي تجريه الفصائل الفلسطينية المتعددة ليس اكثر من مجرد انحناءة امام موجة المصالحات العربية - العربية، وانه اذا لم تستعد الدول العربية التضامن العربي المفقود فإن الانتكاسة الفلسطينية قادمة لا محالة، وان امور الفلسطينيين ستعود في هذا من سيئ إلى ما هو أسوأ منه.كاتب وسياسي أردني