ولد الفنان محمد جابر (العيدروسي) في الكويت. تتلمذ على يد الراحل زكي طليمات، مع عشرات الفنانين الكبار من أبناء جيله. اشتهر بتجسيد أدوار الكوميديا وعرفه الجمهور من خلال شخصية «العيدروسي» التي أحبها الكبار والصغار على السواء. تتسم أدواره بالتلقائية والبساطة.

Ad

أبدى جابر أسفه لما وصلت إليه الدراما المحلية من أوضاع سيئة وتردٍّ في المضمون الفني، بحسب قوله، معللاً ذلك بإقبال المنتجين على الربح المادي، على حساب جودة العمل وحبكة البنية الدرامية. «ساهم المنتجون كثيراً في ابتعاد الجمهور عن المتابعة، إذ إنهم يعتمدون على الشباب من الأجيال الجديدة، لانخفاض أجورهم، وفي الوقت ذاته يستغلون أسماء النجوم الكبار في الترويج لأعمالهم».

اهتم بتقديم الأدوار الكوميدية الهادفة والفاعلة، وله أعمال مميزة على مدى مشواره الفني الطويل، إلا أنه ومنذ أن قدم شخصية «العيدروسي» يواجه اتهاما من النقاد والصحافة الفنية بأنه لم يستطع الخروج من ثوب تلك الشخصية والانطلاق نحو أدوار أخرى أكثر تنوعاً. توقف جابر عن أداء أدوار كوميدية مشابهة لشخصية «العيدروسي» التي عرفت بالسذاجة والطيبة، لمدة تزيد على ربع قرن إلى أن دعاه الفنان عبدالرضا للمشاركة في بطولة مسلسل «حبل المودة»، وهنا عاد لتجسيد شخصيته المحببة مجدداً.

قلّة ظهور

لا يهتم جابر بكثرة الظهور في الأعمال الدرامية، ويرى ذلك تشتيتاً ذهنياً وإرهاقاً للفنان، كذلك فإن الظهور بشخصيتين مختلفتين في وقت واحد قد يفقد الفنان مصداقيته. أبدى استغرابه من بعض الفنانين الذين ينتقلون من موقع تصوير إلى آخر، ويبدلون ملابس شخصية، لارتداء ملابس أخرى. قال: «بالنسبة إلي، أفضّل المشاركة في عمل واحد فحسب أو اثنين على أكثر تقدير في الموسم الواحد».

رمضان والدراما

يشعر جابر بالأسف لما تشهده الشاشات الرمضانية من تكدّس في الأعمال الدرامية، إذ تؤجل جميع المسلسلات لعرضها في شهر واحد، ومن ثم يُعاد بثها بقية أيام السنة، وبذلك تصبح الأعمال جميعها مكررة. قال: «من وجهة نظري، ما يحدث في رمضان مأساة واستهزاء بعقلية المشاهد»، مشيراً إلى أن بعض المنتجين لا يبدأ العمل بشكل جدي إلا قبل رمضان بشهر أو اثنين، فيما بقية أيام السنة لا يفعل أي شيء.

انتقد جابر بشدة بعض الممثلين الذين يقبلون المشاركة في أدوار أقل من حجمهم وتاريخهم الفني، وقال: «بالنسبة إلي شخصياً، لا أقبل المشاركة بدور لا يليق بتاريخي وسمعتي الفنية»، لافتاً إلى ضرورة التصدي لحيل المنتجين، فهم يحرمون هؤلاء النجوم من الظهور في حلقات كثيرة، في الوقت الذي يستغلون فيه أسماءهم لتسويق مسلسلاتهم في القنوات الفضائية. كذلك أشار إلى أن المنتجين يلجأون إلى تلك الحيلة للهرب من الأجور العالية التي يتقضاها الفنانون الكبار، مقابل مساحة الظهور في العمل، لذلك غالباً ما تُسند الأدوار الرئيسة لفنانين مبتدئين يتقاضون مبالغ منخفضة.

حياة الفهد

لجابر تجربة مثمرة مع الفنانة حياة الفهد تمثلت في عملين، الأول مسلسل «الخراز» الذي ناقش قضية برالوين في إطار اجتماعي تراجيدي وحقق نجاحاً كبيراً. التجربة الثانية كانت من خلال مسلسل «الدار»، وهو كوميدي هادف.

صعوبات

قدم جابر للمسرح عشرات الأعمال من بينها: «صقر قريش»، «عشت وشفت»، «ابن جلا»، «اغنم زمانك»، وغيرها. لم يخل بعضها من صعوبات وعراقيل، قال: «حين قدمنا لأول مرة مسرحية «الكويت في سنة 2000» صدر كتاب بإيقافها، فتوجهنا إلى المرحوم الشيخ صباح السالم، فأمر بعرضها مرة أخرى واستمر عرضها لأكثر من ثلاثة أشهر متتابعة». أشار إلى أن الصحافة كتبت في حينها أن أعضاء المسرح العربي «الذي ينتمي إليه العيدروسي» أقوى من الحكومة.

مسرح الطفل

في ما يتعلق بمسرح الطفل، أشار جابر إلى أن الوضع سيئ للغاية، ولا يختلف كثيراً عن مسرح الكبار. قال: «كنتُ أحد مؤسسي مسرح الطفل في الكويت، وقدمت أكثر من 34 مسرحية، ممثلا ومؤلفاً. كان الطفل سابقا يتلقى الرسالة من الفنان مباشرة، ويناقشه بذكاء في كل مشهد وكل جملة. تغير الوضع وأصبح الطفل يتلقى رسالته من الإنترنت وألعاب الفيديو. أصبحت تطلعاته مختلفة، ولم نعد نجاري عقله وتخيلاته». أوضح جابر أن ثمة خطأ فادحاً يقع فيه المسرحيون، وهو سعيهم إلى إضحاك الطفل من دون رسالة أو هدف، مشدداً على ضرورة أن تكون المسرحيات المعدة للأطفال هادفة من حيث القيم والمفاهيم الاجتماعية المفيدة. كذلك أشار إلى مسرحيات هادفة لاقت صدى واسعاً مثل: «الشاطر حسن»، «محاكمة علي بابا»، «النمر الوردي». استطرد جابر مشيراً إلى أنه كان يعلق أمام مدخل المسرح لوحة مكتوب عليها «ممنوع دخول الأطفال مع الخدم» واستغرب البعض ذلك، لكنه برّر الموقف بأنه وضع تلك اللوحة عندما شاهد أن الأطفال يأتون مع الخدم لمجرد قضاء الوقت، حدث ذلك مع مسرحية «محاكمة علي بابا».

جديده في رمضان

يطل علينا جابر خلال شهر رمضان المبارك في مسلسلين، أولهما «الداية» تأليف وبطولة حياة الفهد وإخراج أياد الخروز، بمشاركة عدد من نجوم الشاشة الخليجية من بينهم: جمال الردهان، منى شداد، محمد المنيع، نواف النجم وغيرهم من الفنانين. يجسد في هذا المسلسل دور زوج «الداية».

أما المسلسل الثاني فيحمل عنوان «عيال أبوسالم»، كوميدي يتكون من 30 حلقة ويعرض على قناة «فنون» الفضائية. يؤدي جابر دور شقيق أبوسالم الذي يحاول بشتى الطرق الاستيلاء على ثروة شقيقه بعد وفاته بمساعدة زوجته. تأليف عبدالكريم الميعان، إخراج حسين ابل، بطولة غانم الصالح ومحمد المنيع وعبدالرحمن العقل وسعاد علي ومنى شداد ومحمود بوشهري.

من أعماله

قدم جابر أعمالا تلفزيونية عدة حازت إعجاب المشاهدين وتركت بصمته على الشاشة الصغيرة، من أبرزها «اجلح وأملح»، « أبو ماريان»، «يوميات أم عليوي»، «جاور زاور»، «الملقوف»، «العيدروسي»، «درس خصوصي»، «العتاويه»، «زواج بالكمبيوتر» ، «يوميات بو متيح»، «صرخة أم»، «الليلة يصل محجان»، « القاضي راضي» ، «عوانس في الستين»، «بيوت من ثلج»، «الخراز»، «مدينة الرياح»، «قاصد خير»، «ابو الفلوس»، «النصيب».