Ad

الوسيلة التي تجعلني أرى هؤلاء النجوم هي مجموعة «صوت الكويت»، مجموعة شباب وشابات الكويت التي تنادت لتسد فراغا عجزت المؤسسات الشعبية والرسمية كافة عن سده... فهم أمل الكويت في استرجاع بريقها وريادتها في الأدب والفن والعلم والعمل باحترام وتعزيز الحريات.

يصادف عيد الشكر الأميركي الخميس الرابع من شهر نوفمبر، ولكني أشعر بالاحتفال به الآن لكثرة النعم التي تحيط بنا هذه الأيام، فعام 2008 لم يكن كريما معنا، فمن تشكيلة المجلس إلى أداء الحكومة إلى الوفيات المتتابعة لآخر جيل الرجال إلى الأزمة الاقتصادية الحالية وتبعاتها. ولكن في هذا الظلام نجوم مضيئة وفي نهاية النفق الطويل نور ساطع، ففي الأسابيع القليلة الماضية- كما المطر- أعطانا شباب الكويت نفحات من الأمل والانتعاش.

أول الغيث كان لقاء الشاعر المتألق حسين العندليب، وأخجل أنني لم أعرفه من قبل، ولكني التقيته في أمسية شعرية أقامها صوت الكويت ضمن حملة «الحرية مسؤولية»... وهو شاعر متمكن من اللغة العربية بشكل لم نعد نسمعه في ظل أدب العصر الحديث السريع والسطحي في معظم الأحيان، وذو إلقاء فني وشعوري لم أره إلا في أداء مظفر النواب... إنسان كويتي شاب مثال لكثير من المواهب والقدرات التي يزخر بها وطننا العربي ولا تأخذ حقها تحت الأضواء.

الكنز الآخر الذي اكتشفته هو الدكتور عبيد المطيري، أستاذ القانون في جامعة الكويت... ما أجمل هذا الإنسان في تواضعه وشخصيته وثقافته، فقد تحدث في احتفالية الدستور من منطلق قلما يتطرق له القانونيون، وهو المنطلق الثقافي التربوي، كما أنه قدم تحليلاً موجزا ولاذعا لدور مجلس الأمة في اختراق الدستور وهو يجلس بين نوابه، وها أنا أتأمل مستقبله الباهر بعد أن آمنت بأن آخر الدستوريين هو د. عثمان عبدالملك رحمة الله عليه.

ولا تقتصر النعم والخيرات على جيل الشباب فقد كتب لي أن أقابل السيد حبيب السنافي أستاذ اللغة العربية، وهو والد لاثنين من ألمع شباب «صوت الكويت»، وقد تأملت عن قرب كيف تمكن هو وزوجته الكريمة من تربية شباب متفتح وطني ومتزن في وقت تسود فيه الطائفية والفساد والترف والانهيار التام للمنظومة الأخلاقية الاجتماعية... هذا مثال حي لكل والد قلق على مستقبل أبنائه، فطالما وُجدت الإرادة سهُلت السبل.

الوسيلة التي تجعلني أرى هؤلاء النجوم هي مجموعة «صوت الكويت»، مجموعة شباب وشابات الكويت التي تنادت لتسد فراغا عجزت المؤسسات الشعبية والرسمية كافة عن سده... فهم أمل الكويت في استرجاع بريقها وريادتها في الأدب والفن والعلم والعمل باحترام وتعزيز الحريات، فتحية لنجوم الكويت في هذا الظلام الدامس!