إذا كنا مع البرلمان الجديد، والحكومة التي ولدت أمس، فسنعود إلى مشاهدة ذات مسلسل التأزيم، مع زيادة جرعة الإثارة وتنويعها بأحداث جديدة تتواءم مع حضور النائبات الأربع وما قد يتمخض عنه من استجابات استفزازية متشددة تروم تحجيم دورهن وفعلهن في قاعة عبدالله السالم.

Ad

* لست موقنا ما إذا كانت حالة الاستياء والنكد اللذين يسكنان الوجدان الجمعي تعبر عن مرض عضال، أم أنها مجرد توعك صحي عارض مرهون بتواتر حالة التأزيم الأبدية القائمة بين السلطتين: التنفيذية والتشريعية؟!

ها نحن قد عدنا يا كويت إلى مشاهدة ومكابدة المسلسل الوزاري البرلماني الممل الطويل؛ الذي لا يشبه- لسوء حظه- المسلسلات التركية التي شغف بها المواطنون حبا ومتابعة، ربما لأن الأخيرة تخفف عنهم وطأة مشاهد ووقائع التأزيم المفضية إلى إيقاف عملية التنمية، الطافحة بالمشاريع الحيوية ذات الأولوية الوطنية، والتي لا تحتمل تأجيلا وتسويفا؛ أزيد مما اعتراها.

وإذا كنا مع البرلمان الجديد، والحكومة التي ولدت أمس، فسنعود إلى مشاهدة ذات مسلسل التأزيم، مع زيادة جرعة الإثارة وتنويعها بأحداث جديدة تتواءم مع حضور النائبات الأربع وما قد يتمخض عنه من استجابات استفزازية متشددة تروم تحجيم دورهن وفعلهن في قاعة عبدالله السالم، حيث يتم تصوير الجزء السادس من المسلسل الكويتي الممجوج الممل الطويل!

* والحق أن في مقدور ممثلي هذا المسلسل الموصوف آنفا، بأن يجعلوه مجديا وجماهيريا، ربما أكثر من جماهيرية المسلسل التركي إياه، إذا وضعت نصب أعينهم القضايا الوطنية الحيوية المعلقة المجمدة في «فريزر» التأزيم «الممتلئ بل الطافح، بقضايا الإسكان، وإصلاح التعليم والصحة العامة، وأزمة «القهرباء» الصيفية المحيرة، ومشاكل العمالة القنبلة الموقوتة التي قد تنفجر في كل البلاد، فلا ينفع معها تخدير آني ومعالجة سريعة لأعراض المشاكل، دون الخفض الشفاف الصريح في أسبابها ومبرراتها، والتي أحسبها معروفة ولا تحتاج إلا إلى القرار الفاعل المدعوم بآلية تحقيقه على الأرض.

وقد اخترت قضية العمالة الوافدة لكونها واحدة من القضايا الممثلة للأجندة المشتركة بين السلطتين التنفيذية والتشريعية، لكن ملف العمالة تضخم وتكرش حتى عاد بدون رقبة على رأي عمنا «مظفر النواب» ولا نلتفت إلى قنبلة العمالة إلا حين تحدث واقعة مأساوية، أو حراك «نقابي» اجتماعي من العمالة المظلومة المهدرة حقوقها من جراء وجود عصابات «الكفيل» اللا إنسانية.

وها هي مملكة البحرين الشقيقة تلغي نظام الكفيل السيئ السمعة والذي لم يجلب لدول مجلس التعاون سوى الخزي والعار والشنار في العالم كله، وبغض النظر عن الاستجوابات الاستباقية التي زأر بها بعض النواب، قبل أن تحلف الحكومة يمينها الدستورية، فإنه لا خلاص ولا مناص من الاتفاق على أن يُكرَّس وقتهم القادم لإنجاز القضايا العالقة مثل قانون الاستقرار المالي وصندوق ديون المعسرين وغيرهما من قضايا حيوية يخبرها «الربع» الوزراء والنواب.

يقول الروائي «باولو كويللو» في روايته ذائعة الصيت «الخيميائي»: «إذا ما حلم الإنسان بحلم، ثم صدق حلمه جدا، تآمر الكون كله من أجل تحقيقه». لكن الذي لم يخطر على بال أخينا «كويللو» حين دبج حكمته البليغة، هو أن يتآمر أهل الحلم والعلم، والنهي على إجهاض هذا الحلم! الحق أن بلادنا رواية لم تكتب بعد! ولا تبحث عن مؤلف لأنها تكتب نفسها بنفسها!