لنتذكر جميعا كلمات المرحوم الشهيد ياسر عرفات ورفاقه الأوائل أبي جهاد وأبي إياد وغيرهم ممن كانوا يعتزون بكل أشكال النضال الفلسطيني، وأشكال المقاومة المسلحة ويحرّمون الاقتراب من أي بندقية فلسطينية، مع التأكيد دوما على الشعار الأساسي الذي لا بديل له إلى حين استكمال أهداف التحرير: كل البنادق نحو العدو الصهيوني.

Ad

حتى صناديق الاقتراع تؤكد مقولة «إن إسرائيل الدولة القوية» انتهت، وإنها في طريقها إلى التفكك، ومن لا يصدق فليراجع تقارير المعاهد الاستراتيجية الإسرائيلية وتاريخ انتخابات الكنيست، التي تثبت كلها بأن الناخب الإسرائيلي بات مشتتاً وأن الكيان ماض نحو التيه!

لا ملكَ في إسرائيل بعد الانتفاضة الفلسطينية الثانية التي أدخلت المجرم القاتل شارون في غيبوبة أبدية، ولا رئيسَ وزراء قوياً بعد قرار الوريث الأول لشارون، المجرم الفاشل أولمرت بالانسحاب الأول من قطاع غزة بشكل منفرد، ولا جيش قوياً بعد انتصاري يوليو 2006 اللبناني، ويناير 2009 الفلسطيني!

لن يستطيع أحد ممن تبقى من قيادات إسرائيل الأقزام أن يعيد الهيبة إلى هذه الدويلة العنصرية أو يسترجع الردع العسكري لجيشها الذي قيل زوراً وبهتاناً إنه الجيش الذي لا يُقهر!

ولم يعد مهماً من هو اسم الحاكم الإسرائيلي، ولا اسم الحزب الذي ينتمي إليه بعد أن سقط ما يسمى بحزب العمل الذي ارتبط اسمه باسم زراعة هذا الكيان السرطاني في جسد الأمة، وخاض كل حروبها عدا حرب 1982 التي أصبحت الآن في خبر كان!

المهم أن يصدق حكامنا هذا الكلام، وأن يرتبوا أمورهم على هذا الأساس، وأن يضعوا المشروع البديل على السكة بعيداً عما يُسمى بالمبادرة العربية الهزيلة للسلام، التي ماتت أكثر من مرة على لسان الأخ الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى على الأقل، كل ما في الأمر لم يتفق العرب على من يدفنها وفي أي مكان ستُدفن، واقتراحي هو أن نشرك كل القبائل العربية في نزع روحها الأخير!

والأهم من قبل ذلك وبعده أن ينتبه الفلسطينيون اليوم وليس غداً إلى أن القلاع إنما تسقط من الداخل، وقد آن الأوان أن نحذر ونستيقظ ونشحذ الهمم دفاعاً عن الوحدة الشعبية والوطنية، ملتفين بكل ما أوتينا من عقل وبصيرة حول خيار المقاومة، إذ إن وهم السلام المزعوم مع إسرائيل قد ولّى!

وفي هذا السياق لابد من التنبيه إلى خطورة تلك العصابة الانتهازية الصغيرة والبائسة لكنها المتمكنة، والتي اختطفت قرار حركة التحرر الوطني الفلسطيني مرة باسم منظمة التحرير الفلسطينية ومرة باسم «فتح» ومرة باسم السلطة الفلسطينية وكل الطرق تؤدي إلى الجنرال دايتون وبطانته!

فهذه العصابة موصول حبلها بحبل الطبقة السياسية الحاكمة في تل أبيب، وهي التي سمّمت الرئيس الفلسطيني الشهيد ياسر عرفات «أبوعمار» من أجل حفنة من الامتيازات! إنهم لصوص الهيكل بذاتهم، فلا تخطئوا البوصلة فتصوّبوا نيران الجدل أو النقاش أو الخلاف تجاه منظمة التحرير، ولا «فتح» ولا حتى السلطة وإن كانت الأخيرة من نوع أكل الميتة!

حذار، إذن، ثم حذار، من الوقوع في شباك المرجفين والمنافقين والمشوشين على اتجاه البوصلة الأساسي في النضال الفلسطيني، ولنتذكر جميعا كلمات المرحوم الشهيد ياسر عرفات ورفاقه الأوائل أبي جهاد وأبي إياد وغيرهم ممن كانوا يعتزون بكل أشكال النضال الفلسطيني وأشكال المقاومة المسلحة، ويحرّمون الاقتراب من أي بندقية فلسطينية، ناهيك عن نزعها، وهم يقولون: هذه هي غابة الديمقراطية الفلسطينية المسلحة، مع التأكيد دوما على الشعار الأساسي الذي لا بديل له إلى حين استكمال أهداف التحرير: كل البنادق نحو العدو الصهيوني.

واليوم، ونحن نحتفل بانتصار خيار المقاومة على خيار لصوص الهيكل، علينا أن ننتبه جيداً بأن هذه الراية التي نحملها هي امتداد لخيار الذين سبقونا من المقاتلين والمجاهدين حتى إن كان معدلاً، ومن حقها وحقهم علينا ألا نحرف وجهتها إلى غير صدر العدو الصهيوني الغادر!

حاصروهم، إذن، وسدوا المنافذ عليهم، ولا تخافوا من شعوذات من تبقّى من حكام إسرائيل الأقزام، فهم أصغر من أن يتمكنوا من شق الصفوف الداخلية، إذا ما حزمنا أمرنا نحن باتجاه الوحدة ومنعناهم من التسلل إلى داخل القلعة، وأوهن من أن ينتصروا علينا في هذه المعركة بعد خساراتهم الجسيمة الآنفة الذكر!

* الأمين العام لمنتدى الحوار العربي - الإيراني