أكد عضو مجلس الأمة النائب محمد العبدالجادر، أن الهدف الأساسي من تقديم أي استجواب هو إصلاح الخلل وليس طرح الثقة في الوزير المعني، مستغرباً تعطيل المصالح في الكويت عقب تقديم أي استجواب.
دعا النائب محمد العبدالجادر إلى «عدم الذعر من تقديم الاستجوابات، خصوصا إذا كانت مادتها تتضمن مخالفات جسيمة، وأن يكون الهدف من وراء تقديم الاستجواب هو إصلاح الخلل وتقويم الوضع، واننا نريد العنب لا الناطور، أما إذا كنا نريد الناطور فهذا شيء آخر»، مشدداً على أن الاستجواب هو سؤال برلماني مغلظ وأداة سياسية.هلع واستغرب حالة الهلع التي تصيب الحكومة في حال تقديم النائب أي استجواب، مشيراً إلى أن «السبب في ذلك ربما يكون عدم تصويت الوزراء على طرح الثقة».وقال العبدالجادر في حديثه لـ«الجريدة»: «المهم في تقديم الاستجواب ليس الوصول إلى طرح الثقة في الوزير المستجوب، بل إصلاح الخلل في الوزارة أو المؤسسة، مضيفا أن كثيرا من الاستجوابات على مر تاريخ الحياة البرلمانية الكويتية أدت إلى نتائج جيدة ولم تطرح الثقة في الوزير المستجوب، مثلما حصل مع استجواب وزير التجارة في عام 1974 الذي لم تطرح فيه الثقة وقتئذ، وإنما انتهى إلى العمل بالبطاقة التموينية، وكذلك ما حصل مع وزير النفط الذي لم تطرح فيه الثقة، إنما كانت النتيجة تأميم قطاع النفط الكويتي». وأوضح أن «العبرة في الاستجوابات ليست مسألة طرح الثقة من عدمه، لكن المهم هو نتيجة الاستجواب، والدليل على ذلك ما حصل مع النائبين علي الراشد وأحمد المليفي في استجوابهما الذي قدماه عن بلدية الكويت والهيئة العامة للزراعة والثروة السمكية، وما حصل بعدها من إصلاح للخلل في جهاز البلدية، وكذلك في الهيئة العامة للزراعة والثروة السمكية، وهو الهدف والمخزى من تقديم النائب أي استجواب.استجوابات محكَمةوأشار العبدالجادر إلى أن عدم طرح الثقة في الوزير لا يعني ان الاستجوابات غير محكَمة، فهناك كثير من الاستجوابات التي قدمت في الحياة البرلمانية الكويتية تعد أوراقا تاريخية، ومع ذلك لم تؤد إلى طرح الثقة في الوزير المستجوب، والعكس صحيح، فقد يكون هناك اسجواب ضعيف ولا يرقى إلى المستوى المطلوب، ولكن سياسيا «يتدحرج» ويصل إلى طرح الثقة مثلما حصل مع وزير الإعلام الأسبق الشيخ سعود الناصر الصباح، والذي كان عن معرض الكتاب وأدى إلى طرح الثقة فيه.تعطيل المصالحوأوضح النائب محمد العبدالجادر أن الاستجوابات في الكويت تؤدي إلى إحداث زخم كبير في الحياة العامة، وتتعطل المصالح في كثير من الأحيان بسببها، مشددا على ضرورة ألا ينتهي المستجوب عن المطالبة بما جاء في استجوابه سواء طرحت الثقة في الوزير أم لم تطرح، وأن يظل متابعا لما جاء في ملفات استجوابه، وإلا أصبح الاستجواب شخصانياً وليس لإصلاح الخلل.
قضايا
العبد الجادر: إصلاح الخلل وليس طرح الثقة... الهدف من الاستجواب استغرب حالة الذعر وتعطيل المصالح عقب أي استجواب
19-12-2008