ما بين قمة غزة وأصدقاء لبنان
![د. ندى سليمان المطوع](https://www.aljarida.com/uploads/authors/388_1685038963.jpg)
فنصف العرب اجتمع في قطر والنصف الآخر اجتمع في الرياض، والجميع راهن على نتائج اجتماع الكويت المنعقد على هامش القمة الاقتصادية، إيمانا منهم بفعالية ما يسمى في علم السياسية بـ«القوى الجاذبة المعتدلة- soft power» التي استطاعت الكويت من خلالها مواجهة الخلاف العربي الذي فرض نفسه على أجواء اقتصادية بحتة، استعدت لها بإطلاق «قمة اقتصادية عربية» هي الأولى من نوعها في ظل الأزمة المالية العالمية.وإن سرّ نجاح مؤتمر «أصدقاء لبنان» و«المؤتمر الاقتصادي العربي الأول» هو ابتعاد الكويت عن المزاحمة في احتكار قضايا المنطقة، وتركيزها على مشاركة جميع الدول في صياغة وصنع القرارات والبيانات الخاصة بالشأن العربي... وبالتالي لم ينجح أحد في عرقلة الجهد الكويتي في إعادة توجيه الأنظار نحو ضرورة تحويل خط مسار الجامعة العربية من السياسة إلى الاقتصاد، بعرضها من خلال مؤتمرها فرص التنمية المختلفة: كالأمن الغذائي العربي، وكيفية استيعاب أزمة المال، واتخاذ التدابير الاقتصادية السليمة للتعامل مع مشاريع خصخصة تطوير التعليم، وتنظيم العلاقة بين القطاعين الخاص والحكومي في ظل تعرض القطاع الخاص للمزيد من المخاطر في ظل الأزمة المالية، ومشاريع تنمية الموانئ العربية، والمشاركة في تجارب صناديق الإنماء العربية، وتعاونها لمنح المنفعة الكبرى للدول المتلقية للمساعدة، والكلفة الأقل للدول المانحة، وعوامل الثقة المرتبطة بالاستقرار الأمني.خلاصة القول: في الوقت الذي أخفقت فيه العديد من الدول العربية على الصعيد الدبلوماسي بمواقفها المترددة، وأشعلت الإعلام العربي بالاشتباك اللفظي ارتأت الكويت إطلاق مبادرتها الاقتصادية «بموقف عربي واحد ورؤيا متكاملة»... وهو الشعار الكويتي للمرحلة القادمة.