خذوا حذركم... إنهم قادمون!
أفراد «بني خرفان» جميعهم مستاؤون من المعاملة السيئة التي يعاملهم بها بنو البشر، والتي ازدادت حدتها أخيرا، حين استمرؤوا قطع رقابهم، وتكسير عظامهم، ونهش لحومهم في كل مناسبة، لقد تحولوا على أيديهم الى «كباب» و«شاورما» و«ريّش» و«عرايس» و«مجبوس و«برياني» و«همبرجر».أخيرا، وبعد فوات الأوان، اكتشف «بنو خرفان» المؤامرة، وعرفوا سبب الدلال الزائد والكرم الحاتمي الذي نزل فجأة على مالكهم، فالعلف بأنواعه وأصنافه كافة لم ينقطع عنهم طوال الأيام الماضية، ليلا أو نهارا، وقد عجب القوم من تكراره التوصية للراعي «البنغالي» بأن اعلفهم جيدا، واحرص على تغذيتهم!
لكن سعادتهم لم تستمر طويلا، ويا فرحة ما تمت، فقد اتضح أن «المعزب» الخائن كان يسمنهم لغاية في نفسه، وهي بيعهم كأضاحي سمينة بسعر جيد، ولأن قبيلة «بني خرفان» لا تملك رزنامة في «جاخورها» العامر، كان من الصعب علي أبنائها البواسل تحديد موعد عيد الأضحى، الذي يعتبر مجزرة سنوية لقومهم، فقد ذهب خيرة شبابهم ضحية للاحتفال بهذا العيد، حين يتم نحرهم بدم بارد وتوزيع لحومهم على القاصي والداني!ولذلك فإن مجرد ذكر كلمة «أضحية» ولو همسا في أي جاخور، ستثير الرعب والفزع في قلب «أجدعها» وأشجعها خروف، رحم الله المحترم الذي قال «أعياد قوم عند قوم مصائب»، وهل هناك مصيبة أكبر من أن يخطف الخروف في ربيع شبابه ومن بين قومه على حين غرة، وهو مستمتع بتناول علفه الشهي، مفكرا فيما آل إليه من بدانة مفرطة، ناويا العزم على أن اتباع «ريجيم» قاس يعيد له رشاقته التي فقدها أخيرا، ليأتي أحدهم فجأة، ليسحبه من قرونه الى «المسلخ»، وليطرحه بعد ذلك غدرا، ليتم نحره كالخراف! الحق أن الأمر قد تجاوز كل حد، وأفراد «بني خرفان» جميعهم مستاؤون من المعاملة السيئة التي يعاملهم بها بنو البشر، والتي ازدادت حدتها أخيرا، حين استمرؤوا قطع رقابهم، وتكسير عظامهم، ونهش لحومهم في كل مناسبة، لقد تحولوا على أيديهم الى «كباب» و«شاورما» و«ريّش» و«عرايس» و«مجبوس و«برياني» و«همبرجر»، بل لقد بلغت الوقاحة بأحد المطاعم أن سمى إحدى وجباته التي يصنعها من لحومهم للأطفال بـ«هابي ميل»...هابي ميل «طل»! لكن هذا الحال «المايل» لن يستمر للأبد، وقد بدأ «بنو خرفان» الشجعان خطتهم التي ستوقف هذا الاستهتار بأرواحهم عند حده، وتعيد لهم بعض حقوقهم المسلوبة والمنتهكة على أيدي البشر، وقد بدأ بالفعل، البعض من أبناء القبيلة في تطوير أسلوب المقاومة، وذلك باتباع أسلوب «الضربة الاستباقية»،التي تتيح لهم أن «يتغدوا» ببني البشر قبل أن «يتعشوا» بهم! ولعلكم سمعتم بما حدث قبل أيام في تونس الخضراء، حين لقي أحد التوانسة حتفه على يد خروفه الذي جلبه لمنزله كأضحية للعيد، وقد اختار له سطح المنزل مكانا لقضاء فترة ما قبل النحر، لكن الخروف «الذهين» شعر بما يضمره «الحبيب» له، فصوَّب له على الفور «نطحة استباقية» فقد على أثرها الرجل توازنه ليسقط من فوق سطح بيته، حيث لفظ أنفاسه الأخيرة أمام منزله، بعد إصابته بكسر في الجمجمة!وهي ليست المرة الأولى، ولن تكون الأخيرة على ما يبدو، فقبل عام، وبينما كان مواطن سعودي يقوم بذبح خروف العيد، فوجئ بخروف آخر يتقدم نحوه بسرعة هائلة لينطحه في فمه ويطرحه أرضاً، لينقل على إثر هذه النطحة الى المستشفى، ويدخل في غيبوبة كاملة إلى أن توفاه الله، وهي حادثة مشابهة لما حدث فى مصر قبل سنوات، حين قام أحد الخراف بنطح شاب صغير عمره 16 عاما من فوق أحد المباني فى أول ايام عيد الأضحى, فقد أخطأ الشاب بذبح «الأضحية» الأولى أمام بقية الخراف الغاضبة التي أثار أحدها منظر الدماء المتناثرة، فنطح الشاب نطحة قوية أسقطته من سطح المبنى إلى الأرض ميتاً!ويبدو، والله أعلم، أن «بني خرفان» قد نفد صبرهم وحلمهم، وآن أوان انتقامهم... فخذوا حذركم منهم في العيد القادم!... حفظكم الله من كل ناطح ومنطوح... وكل عام وأنتم بخير.