دشنت الدكتورة أسيل العوضي مرشحة الدائرة الثالثة حملتها الانتخابية بفيديو جميل ومعبّر، تشرح فيه رؤيتها وتصوّرها للانتخابات، والحالة العامة للبلاد، داعية الى التغيير، وهي طريقة مميزة تنمّ عن ابداع في التواصل.

Ad

وبغض النظر عن أين تقف أسيل سياسيا وفكريا، فإنها كانت مفاجأة الانتخابات الماضية، فعلى الرغم من أنها تخوض الانتخابات للمرة الاولى، وعلى الرغم من انها خاضتها في دائرة صعبة، فإنها حصلت على المركز الحادي عشر، وقد عبّر العديد من الناخبين عن أساهم وحسرتهم على خسارتها، إذ كانوا يتصورون ان التصويت لها خسارة، فلا نصيب لها على الاطلاق، اما وقد حدث ما حدث وحصلت على مركزها المتقدم، فقد دفع الامر كثيرين الى اعلان عزمهم على التصويت لها، بل ان البعض أكد لي أنه سيمنحها صوتا فرديا.

لا أرى في الانتخابات القادمة جديدا يذكر، فمع بعض الاستثناءات لبعض الوجوه الجيدة من المرشحين، فإن الغالبية العظمى هم من نوع «نبيذ قديم بقنانٍ جديدة»، لذا فإن الجديد الوحيد في الانتخابات القادمة هو وصول اسيل العوضي واخواتها المرشحات إلى مجلس الامة.

لم تكن أسيل وحدها التي حققت مركزا متقدما، وان كانت الابرز، فقد كانت هناك د. رولا دشتي، والمحامية ذكرى الرشيدي، ود. سلوى الجسار، ود. فاطمة العبدلي وغيرهن، وحسب الصحف، جميعهن سيخُضن الانتخابات القادمة، بالاضافة الى احتمال ترشح د. معصومة المبارك، فتمنياتي لهن بالتوفيق جميعا.

لقد ظل مجلس الامة على مدى 46 عاما يسير كسيحا، وظن البعض انه كان يمثل «الامة»، فكيف استحق المجلس صفة تمثيل الامة والنائب لا يمثل حتى أمّه، التي ولدته.

بالطبع ليس هناك رهان بالضرورة، على كفاءة المرأة وتميزها في البرلمان، لكن بالتأكيد هناك قصور شديد في عدم تمثيل النساء في البرلمان، كما كان في السابق القصور في حرمان المرأة من حقوقها السياسية.

إن كان هناك انجاز يستحق الذكر للانتخابات القادمة، فسيكون بوصول المرأة الى المجلس، ففي وصولها يتحقق مزيد من التوازن في المجتمع، ويصبح مجلس الامة حقا ممثلا للشعب، وليس لجزء منه.

فلتتكاتف الجهود لإيصال المرأة الى مجلس الامة، فقيادة الرجال المطلقة وانفرادهم بالقرار السياسي سواء في الحكومة او في المجلس، لم يحققا ما كنا نصبو اليه من تقدم واستقرار وتنمية، فلربما تحقق مشاركة المرأة شيئا من الاصلاح على طريق طويل.