كتاب تحت الضوء الاشتمال: سياسة الاختلاف في الأبحاث الطبية Inclusion: The Politics of Difference in Medical Research
كمجتمع، تعلّمنا أن نثمّن التنوع، لكن هل يمكن لبعض الاستراتيجيات المتبعة لتحقيق التنوّع أن تخفي مشكلات أعمق، والتي يمكن أن تستلزم انتهاج مقاربة مختلفة وحلول مختلفة؟ في هذا الكتاب، يجادل ستيفن إيبشتاين بأنّه في قطاع البحث الطبي، الجواب هو «نعم، بالتأكيد».
يظهر المؤلف أن القلق الرسمي حول التنوّع في قطاع البحث الطبي الأميركي، هو ظاهرة حديثة جدا: فحتى منتصف الثمانينيات، لم يكن هناك سوى عدد قليل ممن يهتمون كثيرا بنوعية المرضى المشتملين في التجارب البحثية الطبية. ولم يكن من المستغرب أن يدرس العلماء مجموعات من الرجال المتوسطي العمر، والبيض في معظمهم، ومن ثم يفترضون أنّ الاستنتاجات المستقاة من دراستهم تنطبق على عموم السكان. لكن المحاولات الحثيثة التي تضمن جماعات المناصرة، والخبراء، وأعضاء الكونغرس، أدّت إلى إصلاحات أجبرت الباحثين وشركات الأدوية على تنويع المجموعات السكانية التي يستمدون منها المشاركين في الأبحاث السريرية.وقد ترافق ذلك التغيير مع المزاعم الجريئة بأن الاختلافات بين الجماعات العرقية المكونة للمجتمع تمثل جزءا لا يتجزأ من بيولوجيتنا البشرية، على سبيل المثال، بأنّ هناك اختلافات بيولوجية مهمة في الطرق التي يستجيب بها الأشخاص المختلفي الجنس والنوع للأدوية وأنماط المعالجة الأخرى. في حين أدى ظهور هذه الممارسات الشاملة إلى إحياء آمال الجماعات السكانية المهضوم حقها تقليديا، يجادل المؤلف بقوة بأنّها أدت، في الوقت نفسه، إلى تشتيت الانتباه بعيدا عن التفاوت الكبير في الصحة غير المتجذرة في البيولوجيا، ولكن في المجتمع نفسه. هناك، على سبيل المثال، علاقة مباشرة بين الطبقة الاجتماعية والحالة الصحيّة، ويعتقد المؤلف أنّ التركيز على الاختلافات الجسمانية يمكن أن يحجب أهمية هذا العامل.ويوضّح المؤلف أنه فقط عند تواصلها مع جهود عريضة لعنونة التباينات الصحية المستشرية في المجتمع، يمكن للسياسة الطبية للإدراج في التجارب السريرية أن تؤتي الثمار التي يقصد بها تحقيقها.الناشر: مطبعة جامعة شيكاغو، الولايات المتحدة الأميركية- 2007.