إن الثورة الغاضبة للفنان عادل إمام كانت بسبب رفض البعض حديثه عن أن «حماس» هي المسؤولة عما حدث، وعن الحرب الأخيرة، وعما يعانيه الفلسطينيون، مما أثار غضب آخرين، ورفضهم حديثه جملة وتفصيلا، خصوصاً أن آراء الزعيم السياسية، منذ أصبح سفيراً للنوايا الحسنة، تتبنى دائماً الموقف الرسمي الحكومي.

Ad

«بوبوس» هو الاسم المقترح للفيلم السينمائي الذي يقوم بتصويره الآن الفنان الكوميدي عادل إمام الذي غضب كثيراً، وأطلق تصريحات نارية في وجه كل من رفض حديثه حول «حماس» أثناء حرب غزة الأخيرة، ويبدو أن «الزعيم» قد هاله أن يُنظر إليه باعتباره «الواد سيد الشغال» أو «الهلفوت» أو كطالب في «مدرسة المشاغبين» بينما هو «الزعيم» ولديه خبرة و«تجربة دنماركية» ولا يجيد «النوم في العسل» ويهوى «اللعب مع الكبار» وتحت إمرته «بودي جارد» كثيرون ولا يمكن النظر إليه كـ«شاهد ما شافش حاجه».

الفنان عادل إمام صاحب الـ50 سنة خبرة تمثيلية كوميدية هو مؤسس مدرسة «الضحك المدفوع مقدما»، مثل كروت شحن الهاتف، فما عليك سوى رفع رصيد الممثل في البنك ليضحكك... وتاريخياً تدرجت الكوميديا المصرية في مراحل متعددة بدأت بمدرسة «الكوميديا الراقية» مع الفكرة الجيدة والمحافظة على القيم وترسيخ المبادئ بقيادة الفنان نجيب الريحاني الذي توفي مديناً... ثم جاءت مدرسة «الضحك للضحك» وكان ناظرها الراحل إسماعيل ياسين الذي توفي فقيراً أيضاً... ونعيش الآن مدرسة «الضحك المدفوع» بقيادة الزعيم عادل إمام، وهي مدرسة مليئة بالطلاب، وما يهم الجميع هو إيراد الشبّاك، ونسبة الفنان من الأرباح، وللأسف فطلاب هذه المدرسة يفوق طلاب المدارس السابقة جميعها.

عودة إلى غضب الفنان الكبير، ونقول إن هذه الثورة الغاضبة كانت بسبب رفض البعض حديثه عن أن «حماس» هي المسؤولة عما حدث، وعن الحرب الأخيرة، وعما يعانيه الفلسطينيون، وبالطبع أثار هذا الحديث غضب آخرين، ورفضوه جملة وتفصيلا، خصوصاً أن آراء الزعيم السياسية منذ أصبح سفيراً للنوايا الحسنة دائماً تتبنى الموقف الرسمي الحكومي، فما يعنيه ويشعره بالأمان أن يكون اسمه «مكتوباً» في الدفاتر الرسمية، ولا يكون «منسيا» عند أصحاب القرار ولا «مشبوها» في الدوائر الأمنية.

ولو حاولنا بهدوء مناقشة الزعيم لذكرنا أن حق الرأي للجميع، وإذا كان للزعيم رأي يؤمن به ويدافع عنه، فكيف يرفض حق الآخرين في الاختلاف معه؟! فمن حقه أن يعادي «حماس» ولا يشعر بالراحة لوجودها، ويحملها معاناة الفلسطينيين، ولكن من حق الآخرين أن يروا عكس ذلك، ومن حقهم أن يدافعوا عن «حماس» وأن يقتنعوا برأيها ويؤمنوا بطبيعتها النضالية و التحررية.

النقطة الأخيرة تتمثل في الادعاء الساذج والمرفوض بأن رفض آراء الزعيم والهجوم عليه- كما يقول- هو هجوم على مصر!! وهذا حديث سخيف ولا قيمة له، ولا أدري هل أصبحت «موضة» أن يدّعي كل شخص للمختلفين معه بأن رفضهم رأيه هو هجوم على مصر؟! وهل أصبحت مصر رخيصة إلى هذه الدرجة؟! وهل أصبحت سمعة مصر وكرامتها هما الستارة التي يتخفّى وراءها المنافقون؟! وهل هي الشماعة التي يعلق عليها المرجفون آراءهم المرفوضة؟! أم أصبحنا في مسرح عرائس يتلاعب البعض فيه بالدمى ويحركها كما يشاء؟!

وختاماً، فمن حقك يا «زعيم» أن تدافع عن رأيك، ومن حقنا كرعايا في مملكة ضحكك أن نختلف معك، وفي كل الأحوال نقول لك «ماتزعلش يا بوبوس».