اتجاهان متناقضان
![أ.د. غانم النجار](https://www.aljarida.com/uploads/authors/30_1682522974.jpg)
هكذا، اتجاهان متناقضان، كعربة واحدة يجرها حصانان، في اتجاهين متعاكسين. ويبدو أن سنوات من التخريب والتلاعب الحكومي بالمسيرة السياسية قد خربت ثقافتنا المجتمعية، وجعلت الممارسة السياسية أقل من أن تتفاعل مع تحولات هيكلية بهذا الحجم، وليس أدلَّ على ذلك من أن «فكرة» الحل غير الدستوري مازالت تُطرح كحل لأزمتنا الراهنة، مع أنه من المفترض شطبها تماما كمصطلح وكأداة للتعامل مع الأزمة.نعم، هناك حاجة إلى أن نعترف بعمق الأزمة، وأنها تتجاوز استجواباً هنا أو هناك، ولكنْ على أرضية العقد الاجتماعي الدستوري.لقد حمى الدستور الكويت إبان الأزمات الأكثر شدة، فكان الأرضيةَ التي جمعت الحاكم والمحكوم في المؤتمر الشعبي خلال الغزو المشؤوم، كما كان الدستور مخرجا منطقيا وفاعلا خلال أزمة الحكم في 2006، وأتذكر الذهول الذي أصاب أحد الصحافيين الأجانب واستغرابه أنه لم يرَ دبابة واحدة، ولا تحركات أمنية غير عادية في شوارع الكويت، وكيف كانت قاعدة الحل تنطلق في قاعة عبدالله السالم بمجلس الأمة وعلى أساس دستوري، فكيف يأتي من يأتي اليوم ليدفعنا دفعا في اتجاه مجهول، ونتائجه الكارثية معروفة سلفاً؟ بسبب ممارسات ركيكة هزيلة من الحكومة أو من بعض النواب.الكويت جميلة بدستورها، وبحرياتها، وبتعدديتها، ومع ذلك علينا أن نعترف بالعجز، ومن ثم تنطلق المبادرات لإصلاح ذلك العجز على قاعدة الدستور حتى تستعيد الكويت حيويتها.