رغم أن وكيل وزارة الداخلية الفريق أحمد الرجيب تبنى منذ تسلمه مهامه الحفاظ على «هيبة» الشرطة، فإن العاملين معه لا يسعفون فكرته، ولا يدعمونه، ولا يسعون إلى الدفاع عن صورة الشرطة في عيون الآخرين، لدرجة أن رجال الأمن أضحوا مادة اعلانية، يستخدمها كل من هب ودب لترويج بضاعته، ويكرس أفرادها في خدمة الممولين، إذ بعد تصويرهم في احدى الصحف بصورة كاريكاتيرية وهم يعتقلون أفراد عصابة مزعومة، ظهرت قبل أيام صورة لرجلي أمن وهما يكرَّمان من محل هواتف نقالة نظير قيامهما بواجبهما...!

Ad

حتماً لم يكن المقصود إظهاره هو بطولات رجال الشرطة، وهم يقفون الى جانب صاحب المحل، بل كان الهدف من الاعلان الترويج لمحل الهواتف النقالة، بحجة تكريم الرائد والعريف، لأنهما «ساهما في القبض على المجرمين في حادثة السطو المسلح في الفروانية»... ثم توجه صاحب محل الموبايلات «بالشكر إلى جميع العاملين في وزارة الداخلية على جهودهم الحثيثة في بسط الأمن والأمان»... ليقوم بدوره بتكريمهم من دون علم الوزارة، تعديا منه على السلطات الأمنية، وتواضعا من قبل رجال الشرطة في استقباله والخضوع لأوامره والتصوير معه، ونشر الخبر إعلامياً، ليستفيد الاول بتحسين العلاقات مع رجال الشرطة من جهة، فضلاً عن الاستفادة الاعلامية الكبرى لمحلاته التجارية من جهة أخرى.

حسناً، من عساه أن يكون هذا الشخص ليتحدث بهذه الطريقة عن «العاملين في الداخلية»... أهو مسؤول في الوزارة، وهل يحق لأي صاحب محل «نخي وباجلا» دعوة وكيل وزارة الداخلية الفريق الرجيب أو سواه من المسؤولين لتكريمهم «على جهودهم الحثيثة»...؟!