الأسرة الكويتية في خطر
الأسرة الكويتية تعيش أجواء منفتحة على كل شيء تقريبا، وهناك مخاطر بدأت تكتنف سلوك الناس، ما يعني أن الأسرة في خطر، ويجب أن يحظى هذا الأمر بالاهتمام الذي لن يكتب له النجاح إلا بالدراسات الميدانية، حتى نتعرف على حقيقة ما يجري في البيوت... وإلى أين انكفأ دور الأب والأم؟ أول العمود:
بلدية الكويت عنيفة... تستخدم الجرافات لإزالة الدواوين وهذا مفهوم، لكن إتلاف أقراص (CD) هل يحتاج إلى جرافة ونثر المواد المصادرة على الأرض وتجميع العمال البنغال واستعراض إعلامي؟ ألا توجد وسائل تكنولوجية أخرى لإتلاف هذه المواد؟!***في الكويت، كما في بلدان العالم، طرأت تغيرات اجتماعية وظواهر سلوكية أخذت تنتشر بين الناس وبلغت مستويات مؤذية وخطيرة، وهي في المقابل تحتاج إلى تأصيل علمي ومعرفي ضمن مشروع ترعاه الدولة والجمعيات الأهلية. هناك مشكلات أسرية تجب معالجتها بشكل شفاف ومن دون حياء، فالمشاكل الجنسية في محيط الأسرة وأسباب الطلاق يجب أن تخرج عن المناقشات المسطحة وشعار «العيب». لفت نظري شجاعة د. كاظم أبل، وهو متخصص في الإرشاد النفسي في محاضرة أقيمت في مركز تنمية المجتمع في منطقة بيان حملت عنوانا جريئا: «بويات في جو المدارس». وأرجع حالات التشبه بالجنس الآخر إلى الرغبة في التقليد، وتحدث عن الإدمان، واستعرض قضية الطلاق الذي وصلت معدلاته إلى 22 ألف حالة في السنوات العشر الأخيرة! وأشار إلى العنف داخل الأسر الكويتية، والتدخين الذي يمارسه الشباب من الجنسين، وضعف الانتماء إلى الأسرة، ومشاكل عديدة.والحقيقة، أن أجراس الإنذار هذه يجب التوقف عندها جديا، وأخذها على محمل الجد، فهؤلاء المتخصصون يخرجون علينا مصادفة حينما تتم دعوتهم إلى ندوة هنا أو هناك ويقولون ما لديهم من معلومات خطيرة من واقع حالات مرضية تلجأ إليهم طلبا للعلاج أو الاستشارة. لكن ترك هذه الأمور هكذا دون تطويعها للدراسات العلمية سوف يفاقم من المشكلات الاجتماعية للأسرة الكويتية التي تعيش في أجواء منفتحة على كل شيء تقريبا مثل التكنولوجيا، والاتصالات، وكم كبير من الجنسيات الأجنبية، والوفرة المالية، وذلك كله مقابل قلة المجهود.سلوك الأفراد في الكويت أصبح عدوانيا بشكل ملفت، وأصبح يخلِّف قتلى وجرحى، ومن السذاجة والغباء إرجاع هذه السلوكيات إلى المزاج العصبي! هناك نوافذ أخرى يجب أن تخضع للبحث ومنها مناهج الدراسة ونمط التنشئة في ظل الأجواء الاستهلاكية الشرهة، وثقافتنا الجنسية والنظر إلى المرأة ودورها، وتعاملنا مع الأجانب، ومعرفة حدود الحرية لكل من الذكور والإناث من الشباب في محيط الأسر.باختصار يجب البحث عن الدور الحقيقي لكل من الأم والأب في الأسرة، وفي الحالة الاقتصادية الاستهلاكية السائدة فيها، ونظرتنا إلى مفهوم الوقت وقيمته المادية ودوره في بناء الإنسان. بل نذهب إلى أبعد من ذلك بالقول إن نمط الحياة اليوم بات يؤثر حتى على وجود الأب والأم داخل المنزل بسبب الرغبة في الكسب المادي، وعلى أعتاب ذلك تدخل أطراف مساعدة، كالصحبة والخدم، كي تقوم مقام المربِّي! فمفهوم الأسرة كيان غير مرتبط بعدد، وبمعنى آخر يجب التأكيد على خطورة الإنجاب غير المحسوب فوقت الوالدين لم يعد يسعف لإدارة أسرة مكونة من عدد كبير من الأبناء، وينسحب ذلك حتى على الدخل الاقتصادي للأسرة في ظل كثرة المتطلبات الاستهلاكية التي باتت ضرورية بحكم المناخ العام.وليسمح لنا د. أبل بالقول إن كلامه، على أهميته، سيذهب أدراج الرياح، إذ إن الكاميرات كلها في الكويت مسلطة على أعضاء مجلس الأمة، لذا من واجبه الترشح للعضوية ليقول كلامه في قاعة «عبدالله السالم»!