سفيرة الرفق بالحيوان أمينة أباظة: اتّهموني بالتفاهة والسطحيّة!
بدأت دعوتها للرفق بالحيوان منذ طفولتها. وعلى رغم صعوبات كثيرة استطاعت أن تمهّد الطريق لفكرتها فأنشأت «الجمعية المصرية لحقوق الحيوان» في سبتمبر (أيلول) 2001. تشغل أمينة أباظة راهناً منصب سفير «يوم الحيوان العالمي WAD»، وهو يوم عالمي للاحتفال بالحيوان في جميع أنحاء العالم، وللمرة الأولى تنضمّ مصر والشرق الأوسط لهذا اليوم.
متى بدأ شغفك بالحيوانات؟منذ كنت في الثامنة. أذكر أنني شهدت حادثة مروّعة، فقد كنت أنتظر حافلة المدرسة بصحبة كلبة بيضاء كانت تأتي يومياً ولا تغادر إلا بعد ذهابي. لكنني سمعت يوماً صراخاً ودوي رصاص فعلمت أنها قُتلت. كيف راودتك فكرة إنشاء جمعيّة؟كنت أجمع قصاصات من الصحف عن كل ما يتعلق بالرفق بالحيوان، والشكاوى كافة التي تنشر في هذا الشأن، حتى الأخبار الصغيرة. لكني لم أعرف ماذا أفعل بها حتى اقترح زوجي رؤوف مشرقي إنشاء جمعية، وقد تمكنا من ذلك عام 2001، بعد أن اشترينا قطعة أرض في منطقة «شبرامنت» الريفية لإيواء الحيوانات.وبالنسبة الى الكوادر البشريّة؟اقتصر الأمر بدايةً عليَّ أنا وثلاثة عمَّال، ثم انضم إلينا فريق طبي بيطري لإسعاف الحيوانات وعلاجها ومتابعتها، وقد وصل عددنا الآن إلى ثلاثة عشر شخصاً.ما هي مصادر تمويلكم؟تساعدنا جمعيات عالمية عدة في تقديم المعونات المادية أو التعليمية. كذلك يرسل بعض الأصدقاء والمعارف ومحبي الحيوان في مصر التبرّعات، لكن تلك المصادر كلها غير ثابتة وقد تنقطع في أي لحظة.ما أهداف الجمعيّة الرئيسة؟أهداف عدة، منها الحفاظ على البيئة، إيجاد حلّ لمشكلة الكلاب الضالة، الحفاظ على الحيوانات النادرة ومنع تجارتها. لكن يبقى نشر فكرة الرحمة أهم أهدافنا.ما هي أبرز الحيوانات التي تهتمون بها في الجمعية؟في البداية، كانت الكلاب والقطط تحتل المرتبة الأولى من اهتماماتنا، لأنها الأكثر انتشاراً في الشوارع المصرية والأكثر تعرضاً لانتهاكات. لكن نظراً الى الموقع الريفي للجمعية كان لا بد من توسيع نشاطاتنا لتشمل حيوانات المزارع والجر. ما مصير هذه الحيوانات في ما بعد؟ هل تُباع؟ لا، نهبها لمن يتعهد بحمايتها ورعايتها، لأنها إذا بيعت لشخص لا يحسن معاملتها فلن يتسنى لي استردادها.ما أصعب المشكلات التي واجهتك في بداية إنشاء الجمعية؟واجهتنا صعوبات عدة، لكنّ نظرة المجتمع إلينا كانت أكثر إيلاماً. كان الناس يعتبروننا مجموعة مرفّهين تافهين لا يشعرون بمعاناة الناس فأخذوا يشغلون أنفسهم بالحيوانات وحقوقهم. تلك النظرة جارحة وظالمة للغاية، وكل ما نطالب به هو الرحمة، فالإنسان يمكنه التعبير عن آلامه أم الحيوان فغير قادر على ذلك.ماذا عن منصب سفيرة «يوم الحيوان العالمي WAD» في مصر؟هذا المنصب شرفي ومعنوي بالدرجة الأولى. الـWAD هو يوم عالمي للرفق بالحيوان ويوافق 4 أكتوبر (تشرين الأول) من كل عام، نذهب فيه الى حدائق الحيوان والمزارع وحتى المجازر لنحثّ الجميع على التعامل برفق مع الحيوانات حتى ولو ليوم واحد.ماذا أضاف إليكِ هذا المنصب؟أضاف بريقاً إعلامياً، لأني أول سفيرة في هذا المجال. لكننا كنشطاء حقوقيين للحيوانات، لا تلقى جهودنا اهتماماً بل تواجه بالسخرية. لسنا وحيدين في هذا المجال، إنما هناك آخرون في كل مكان في العالم لهم أفكارنا نفسها.هل ثمة مسؤوليات معيّنة لهذا المنصب؟بالطبع، أهمها الترويج لفكرة الرحمة بالحيوانات. كذلك تُستعرض إنجازاتنا في نهاية العام، لذا أصبحت مسؤولياتنا أكبر من السابق.ما رأيك في هجوم بعض المشاهير، مثل برجيت باردو، على النحر الإسلامي كما في عيد الأضحى؟هذا غير صحيح، وما ينادون به ننادي به أيضاً. كل ما في الأمر أن باردو دعت الدول والشعوب الإسلامية الى تطبيق الشريعة الإسلامية والمعايير الصحية السليمة في الذبح. كذلك لا يصح الذبح إلا في أماكن مجهّزة وليس في شارع عام أو تحت عمارة ، وأن يقوم به جزار مختص، فهذه روح وتعذيبها مُخالف للشريعة الإسلامية.في الإسلامأرسى الإسلام قيم الرحمة والرأفة والرفق بكل المخلوقات، من هنا كان الاهتمام بالحيوان باباً لدخول الجنّة، أما القسوة عليه وتعذيبه، فهما باب لدخول النار، لذلك حرّم قتل الحيوان جوعاً أو عطشاً، والمكث على ظهره طويلاً، وإرهاقه بالأثقال والأعمال الشاقّة، والتلهّي بقتله، كالصيد للتسلية لا للمنفعة، واتخاذه هدفاً للتدريب على الرماية. كذلك نهى الإسلام عن كي الحيوانات بالنار في وجوهها للوسم، أو تحريشها ببعضها بقصد اللهو، وأنكر العبث بأعشاش الطيور، وحرق قرى النمل.من أقوال الرسول (صلى الله عليه وسلم): «يا عائشة إنه من أعطي حظه من الرفق فقد أعطي حظه من خيري الدنيا والآخرة ومن حرم حظه من الرفق فقد حرم حظه خيري الدنيا والآخرة». كذلك قوله «دنا رجل إلى بئر فشرب منها وعلى البئر كلب يلهث فرحمه فنزع أحد خفيه فسقاه فشكر الله له فأدخله الجنة».في بلدانناتتجه دول مجلس التعاون الخليجي إلى إقرار قانون الرفق بالحيوان، والتعامل معه بطريقة إنسانية بعيدة عن القهر والاضطهاد والتسلّط، ومن المتوقع صدوره نهاية العام الجاري، لينظِّم طريقة الإيواء الجماعي أو الفردي للحيوان، والنقل الجماعي بالسفن والشاحنات، ورعايته من الناحية الصحية والغذائية وأشار القانون الى ضرورة ذبح الحيوانات بطريقة سريعة ورحيمة. مسودة القانون وبنوده مستوحاة من الدين الإسلامي الذي يوصي الإنسان بالشفقة والرحمة في تعامله مع الحيوان، وتتناسب أيضاً مع التشريعات والقوانين الدولية التي تحرّم طرق التسلّط والمعاملة السيئة للحيوان.