وجهة نظر : أفلام الصيف... البداية والنهاية (1 ـ 3)

نشر في 15-08-2008
آخر تحديث 15-08-2008 | 00:00
 محمد بدر الدين بدأ موسم أفلام الصيف في مصر بفيلم شركة «غود نيوز» «ليلة البيبي دول»، وانتهى بفيلم للشركة نفسها هو «حسن ومرقص»، وما بين البداية والنهاية عُرضت كالعادة أفلام نجوم الكوميديا التي تمكن أصحابها من اللحاق بموسم الصيف، والذي أصبح منذ سنوات الموسم المفضَّل للمنتجين والموزعين والنجوم، لأنهم يتوقعون فيه رواجاً لا تتيحه فترة أخرى خلال العام!

من أفلام نجوم الكوميديا، عُرض فيلم لكل من أحمد حلمي وهاني رمزي ومحمد سعد وأشرف عبد الباقي وأحدث هؤلاء النجوم أحمد مكي (ولم يلحق بالموسم فيلم محمد هنيدي). إلى جانب تلك الأفلام، شهدنا فيلم «مسجون ترانزيت» لأحمد عز بينما تأخر عرض أفلام أحمد السقا وكريم عبد العزيز. كذلك عُرضت في أواخر الموسم، أفلام بعض نجوم الغناء وكانت بترتيب العرض «كابتن هيما» (تامر حسني) ، «حلم العمر» (حمادة هلال) ، «مفيش فايدة» (مصطفى قمر).

نعود الى فيلمي البداية والنهاية («ليلة البيبي دول» و{حسن ومرقص») لشركة «غود نيوز»، وهي تعد إحدى كبرى شركات الإنتاج في السينما المصرية الراهنة، تصرف على أفلامها بسخاء وتبذل جهداً خاصاً في الدعاية إلى حد أن «ليلة البيبي دول» تكلف ما يقرب من 40 مليون جنيه، وهو رقم يعتبر غير مسبوق في السينما المصرية، ووصلت محاولات الدعاية لهذا الفيلم إلى حد ادعاء التقدم به إلى دورة مهرجان «كان» في عام 2008، وأنه رُفض لأسباب سياسية، وخصوصاً لمشاهد في الفيلم تدين الممارسات الأميركية الراهنة، وبالطبع فإن رفضه وبالذات لأسباب سياسية هو أمر غير حقيقي، وغير متوقع بخاصة مع دورة يرأس لجنة التحكيم فيها «شين بين» الفنان الأميركي الكبير والمعارض لكل سياسات الإدارة الأميركية الراهنة في العراق وغيرها! لعل مشكلة الفيلم الأولى هي النتيجة الأخيرة (أي الفيلم ذاته)، إذ لم يأت على مستوى الدعاية الهائلة، ولا ذلك الإنتاج السخي! فالفيلم أنتج كتحية ووفاء لاسم كاتبه وقيمته بعد رحيله، وهو المؤلف السينمائي الكبير عبد الحي أديب، وأبناؤه أصحاب شركة الإنتاج ومخرجه أحدهم (عادل أديب).

يدور الفيلم كله في ليلة واحدة، ويكاد يستند إلى موقف طريف واحد (ربما بطريقة أو تناول من نوع فكاهات الفارس)، لكن رغم تلك البساطة المفرطة، يتم «حشوه» بشخصيات وخطوط كثيرة، وأحاديث هي أقرب إلى «ثرثرة» مستمرة (قرابة ساعتين ونصف الساعة) في مواضيع وقضايا سياسية كثيرة، بآراء معقولة في أحيان كثيرة... من دون تعمّق وبتبسيط مخلّ غالباً!

تتنوع القضايا من هجمات 11 سبتمبر، إلى غزو أفغانستان والعراق.. ومن اليهود ضحايا الهولوكوست في الحرب العالمية الثانية إلى العرب ضحايا فلسطين على يد بعض هؤلاء اليهود!.. إلى محاولة التفرقة بين مفهوم المقاومة ومفهوم الإرهاب، الخ.ذلك «الحشو» الكثير أو «التحشير» في ثنايا السيناريو البسيط، وجنباته، أدى إلى ترهل الفيلم... وفي لحظات إلى شيء من الملل شعر به المشاهد. لعل القاسم المشترك بين «ليلة البيبي دول» و»حسن ومرقص» هو عدم تعمّق القضية التي يعالجانها. يتطرق {حسن ومرقص» الى الوحدة الوطنية أو العلاقة بين المسلمين والمسيحيين في مصر راهنًا، من بطولة النجم عادل إمام ومعه هذه المرة النجم المصري العالمي عمر الشريف، أخرجه رامي إمام وكتبه يوسف معاطي.

يخاطب الفيلم العاطفة وينجح في ذلك، لكن ينقصه التحليل... لماذا تثار تلك القضية الآن؟ لماذا تُهدَّد العلاقة بين المسلم والمسيحي في مصر اليوم؟ ما حقيقة هذا الأمر ومن وراءه؟

يكتفي الفيلم بتصوير أن العلاقة الآن لا تخلو من توتر، وأن على العقلاء كلهم وأد الفتنة في مهدها. ذلك على أية حال مهمة نبيلة للفيلم، تدخله في نطاق المحاولات المحترمة التي تحسب لأصحابها وإن لا تدخله بالضرورة في الفن الكبير.

ما بين بداية ونهاية موسم الصيف. نجوم وأمواج وصخب وقصص، بعضها يستحق وقفة أخرى، أو جولة ثانية تلي وقفة اليوم.

back to top