تستضيف اليابان الشهر المقبل اجتماعاً لمناقشة مبادرتها الأولى للسلام في الشرق الأوسط، لتستكمل به نظرية يابانية ترمي إلى نبذ العنف وتقوم على «استخدام الزراعة للقضاء على العنف»، أي السعي إلى تطوير مشاريع زراعية في الضفة الغربية وتصدير المنتجات عبر الأردن للمساعدة في تحقيق السلام.يقول لويد جونسون، أحد مؤرخي السياسة الخارجية إنها، أي السياسة الخارجية، حصيلة تجارب وخبرات الدول بمعتقدات وأيديولوجيات متراكمة عبر السنين... واستكمالاً للمقال السابق حول اتخاذ اليابان شعار «قوس الحرية والازدهار» أسلوباً لعلاقاتها الدولية، ومرور سياستها الخارجية بمراحل عدة بعد الحرب العالمية الثانية صاغت من خلالها مبادرات اهتمت بتحويل مسار علاقاتها الخارجية من السياسة إلى الاقتصاد.
ومرت اليابان بمراحل كثيرة انشغلت فيها وأعادت من خلالها بناء دبلوماسيتها، وترتيب أولوياتها مع الوضعين الإقليمي والدولي المتجددين، وفي الوقت المناسب أفسحت المجال لتقدم الأدوات الاقتصادية كافة، على نظيرتها السياسية. والمرحلة الحالية برأيي الشخصي... تعكس تجربة شرقية فريدة من نوعها لتطبيق دبلوماسية عامة وابتكارها نمطاً جديداً في تقديم المساعدات الخارجية.
أقول ذلك بعد استعانة اليابان بالدبلوماسية الشعبية تمهيداً لجمع الأطراف المتحاورة في القضية الفلسطينية، واستضافتها لأكاديميين بارزين من الدول المعنية بعملية السلام، تلاها إعلان وزير الخارجية ماساهيكو كومورا، تحت مظلة مبادرة «قوس السلام والازدهار»، استضافة اليابان مطلع الشهر المقبل اجتماعاً رسمياً يضم إلى جانبها إسرائيل والسلطة الفلسطينية والأردن لمناقشة مبادرتها الأولى للسلام في الشرق الأوسط، التي تستكمل بها نظرية يابانية لنبذ العنف تقوم على «استخدام الزراعة للقضاء على العنف»، أي السعي إلى تطوير مشاريع زراعية في الضفة الغربية وتصدير المنتجات عبر الأردن للمساعدة في تحقيق السلام.
أما فيما يتعلق بالمساعدات الممنوحة، فنجد أن اليابان من الدول التي تضع شروطاً عملية في تقديمها للمساعدات، وتربطها بمشاريع تنموية ذات صلة إما بالتعليم وإما بتطوير القدرات الذاتية للدول والشعوب المتلقية للمساعدات، وأعني بذلك مساعداتها المالية لبولندا المتمثلة بمؤسسة «المعهد البولندي الياباني لتكنولوجيا المعلومات»، وأيضاً مشروع التعليم عن بعد لنقل التكنولوجيا إلى دول متلقية للمساعدات.
خلاصة الحديث... أن المرحلة الحالية من السياسة الخارجية اليابانية تتطلع من خلالها طوكيو نحو أداء دبلوماسي جديد في الشرق الأوسط... فهل دول الشرق الأوسط مستعدة لمثل هذه الجهود اليابانية، وأسلوب المساعدات المشروطة بالتعليم والتدريب، خصوصاً أنها سمة المرحلة القادمة؟... وللحديث بقية.
كلمة أخيرة... ما بال جمعيات غير حكومية، تحتمي بـ«فزعة ثلاثية الأبعاد»، حكومية، وبرلمانية، ودبلوماسية لتبرئتها؟ أتمنى من وزارة الشؤون توفير المعلومات لنا كأعضاء بالجمعيات، بشفافية، حول جمعيات النفع العام جميعها على صفحتها الإلكترونية على شبكة الإنترنت.
وكلمة أخرى... أتمنى ان تقوم وزارة الإعلام بتحفيز حضور المثقفين من أهل الكويت للمهرجانات الثقافية التي تقام بالدول العربية، وكذلك تشجيع خبراء البيئة الكويتيين للمشاركة في المؤتمرات البيئية الدولية.