Ad

إذا كان قانون «زيادة الخمسين» قد تم الاستعجال في تقديمه، فماذا يقول الملا عن «كَروّتة» ميزانية بتسعة عشر ملياراً، من أجل الاسترخاء على شواطئ بلاد العم سام هرباً من صيف الكويت الحارق.

لم يكن نجاح النائب صالح الملا في الانتخابات الماضية أمراً مستغرباً، ولم يكن من باب المفاجأة أن يصبح ممثلاً للأمة بالنظر إلى عدد من المعطيات التي رافقت العملية الانتخابية آنذاك، خصوصاً في الدائرة الثالثة، إذ استغلها المرشح «الشاب» فتمكن من النجاح والوصول إلى المقعد النيابي، وهو يستحق ذلك بكل تأكيد.

الملا «النائب» يمثل جيل الشباب الذي يسعى نحو «التغيير»، وهو الشعار الذي رفعه أغلب المرشحين الشباب خلال حملاته الانتخابية، قلة منهم حازوا ثقة الناخبين، والأغلبية لم يحالفها الحظ، وهو الأمر الذي قد يثقل كاهل الملا، لانه بات تحت عدسة مجهر المراقبين السياسيين وناخبيه وشريحة الشباب بوجه عام.

حديث المرشح في الندوات الانتخابية يبقى في إطار الوعود بينه وبين ناخبيه، أما عندما يصبح «نائباً» عن الأمة، فالأمر يختلف تماماً، من هنا فإن الملا من وجهة نظري قد أخطأ في تصريحه الصحافي الأخير بشأن قانون زيادة الخمسين ديناراً، عبر وصفه أن الاستعجال في تقديم القانون كان غير مبرر.

قد اقبل هذا الطرح لو أن الملا شمّر عن ساعديه وطالب بتمديد دور الانعقاد الحالي حتى يتم الموافقة على ميزانية الدولة بعد مزيد من التدقيق والتمحيص للارقام وتفنيدها، وقد أجد العذر له، لو أنه لم يصوت بالموافقة -ولو من باب تسجيل موقف- على «سلق» أضخم ميزانية في تاريخ الكويت.

نواب كثر صوتوا في هذا الاتجاه، لكن هذا لا يعنيني، بقدر ما يعنيني النائب الشاب الطموح المتقد حماساً، فالمنطق يقول إن الكويت ومصلحة المواطن تستحقان أن يضحى من أجلهما بإجازة صيفية كاملة، وليس بأسبوع أو أسبوعين يمدد خلالها دور الانعقاد، خصوصاً أن صورة طوابير الناخبين تحت أشعة الشمس الحارقة يوم الاقتراع لم تغب عن ذاكرة الملا وغيره من النواب.

إذا كان قانون «زيادة الخمسين» قد تم الاستعجال في تقديمه، فماذا يقول الملا عن «كَروّتة» ميزانية بتسعة عشر ملياراً، من أجل الاسترخاء على شواطئ بلاد العم سام هرباً من صيف الكويت الحارق.

الأمر المؤسف في تصريحات السيد صالح الملا، ما قاله تجاه بعض زملائه النواب الذين وقفوا ضد تمرير الميزانية «انهم عرفوا حجمهم الحقيقي»، في مماحكة لم يكن لها أي داع، وتسيء إليه قبل غيره. نعم لقد عرف أولئك النواب حجمهم الطبيعي، ولكن لدى الشعب والأمة، وليس لدى صالح الملا، فرفضهم المشاركة في هذه الجريمة التشريعية، أفضل ألف مرة من جعل أموال الشعب ومقدرات الدولة عرضة لسوء الاستغلال والهدر من دون حسيب أو رقيب.

نعتقد أن صالح الملا خامة طيبة ومشروع نائب وطني ناجح، هذا ما لمسناه خلال حملته الانتخابية، لكن من باب النصح والدعم لكل نائب نتوسم فيه الخير للكويت وأهلها، ننتقد ونعتب، من باب «العتب على قدر المحبة».

***

صحيفة تابعة لأحد التيارات الإسلامية لا يتجاوز حجم قرائها عدد أيام شهر فبراير، شنت مطلع هذا الأسبوع هجوما قاسياً على نواب «الشعبي»، واتهمتم بالسعي إلى حل المجلس، لماذا؟ تجيب الصحيفة: للاتيان برئيس حكومة جيد بدلاً من ناصر المحمد! أمر مضحك جداً... الجميع يعلم أن أغلب النواب الإسلاميين دخل الغرف المغلقة وساوم على بقاء الشيخ ناصر، وظل يطالب برحيل المحمد «في الطالعة والنازلة»، أما ما لا يعلمه القائمون على تلك الصحيفة، هو أن نواب «الشعبي» عندما يريدون اتخاذ موقف ما من أي قضية، فإنهم يصدحون به داخل «قاعة عبدالله السالم» لا خلف الكواليس والأبواب المغلقة كما اعتاد بعضهم ذلك أخيراً.