أحمد الفهد إنسان قابل للانكسار والفشل مثلما هو قابل للانتصار والنجاح، وقد سبق له أن تعرض لانكسارات وهزائم، أكبرها في تصوري، والتي لايزال يلعق جراحه من جرائها، أن خصومه قد تمكنوا من إقناع الناس بأنه رمز من، بل رمز رموز، الفساد.

Ad

حين قرأت مقال الجمعة الماضية للزميل محمد الوشيحي، وبعدما تجاوزت سحر شقلباته الكتابية وترقيصه للكلمات ما بين الفصحى والعامية وتمكنت من لجم ابتساماتي لنكاته المتوالية، استطعت العثور على الفكرتين الرئيستين للمقال: الأولى والتي هي حجم قوة الشيخ أحمد الفهد، والثانية أن نتائج فرعيات الدائرة الخامسة صبت لمصلحة أحمد الفهد، وبالتالي فهو عائد وبقوة، على حد تعبير الوشيحي!

رسم الزميل الوشيحي في مقاله هذا، لأحمد الفهد صورة «سوبرمان»، بل جعله وسأستخدم كلماته، قيصرا له جيش وبيارق، قادراً على جعل الوزراء يذعنون له ويدفعون الجزية، وإلا فسيواجههم بفدائييه الانتحاريين، وأنه يوم يعود إلى الحكومة سيقلب الطاولة على البرلمان الذي لن ينجو من مخالبه وأنيابه، وأنه إن فضّل اللعب السياسي فقد «رحنا ملح»، وإن هو قرر التنمية، فستتبعنا الدوحة وهونغ كونغ لتلتقطا ما سقط من متاعنا! بل وصل الزميل الوشيحي إلى حد القول بأن الأمور رهن الفهد، ولابد من نجاح نواب يعيدون التوازن إلى البرلمان ويحتلون الصفوف الأولى في المواجهة، مثل أحمد السعدون ود. فيصل المسلم ومسلم البراك وعادل الصرعاوي ومرزوق الغانم وغيرهم من نواب الضد!

الله أكبر... وكأني أقرأ وصفاً لكارثة تسونامي إن هي أحاقت بنا فليس لنا إلا أن نصيح اللهم سلم سلم!

الشيخ أحمد الفهد، وبالرغم من كل كاريزماه الفائقة التي يعرفها الجميع ومن كل قوته وقدراته القيادية والإعلامية المتميزة، ما هو إلا بشر. أحمد الفهد إنسان قابل للانكسار والفشل مثلما هو قابل للانتصار والنجاح، وقد سبق له أن تعرض لانكسارات وهزائم، أكبرها في تصوري والتي لايزال يلعق جراحه من جرائها أن خصومه قد تمكنوا من إقناع الناس بأنه رمز من، بل رمز رموز، الفساد... حتى إن لم يتمكنوا من تجريمه قانونياً!

نعم، أحمد الفهد رجل قوي، ولاعب سياسي ذكي محترف، لكن خمسة وعشرين في المئة من قوته نتجت عن ضعف خصومه، ذلك الضعف الذي حدا بالزميل الوشيحي أن يتصور أنه لن يمكن إيقاف الفهد عند حده إن هو عاد إلا بحشد السعدون والمسلم والبراك والصرعاوي والغانم جميعا في مواجهته، والخمسة والعشرون الأخرى نتجت عمَن ساهموا في صناعته يوم جعلوا منه أسطورة الأساطير وكارثة الكوارث التي لا تصد ولا ترد!

الفكرة الرئيسة الثانية من مقال الوشيحي هي مخرجات فرعيات الخامسة التي جاءت لتصب في مصلحة أحمد الفهد، وهنا يثور سؤال لازم: من الذي اختار هؤلاء؟ من الذي أنتج سعدون حماد ودليهي الهاجري وسعد زنيفر وربما خالد العدوة الذين ذكرهم الوشيحي في مقاله؟ هل تلاعب أحمد الفهد بنتائج الفرعيات ليضمن فريقاً من النواب على هواه، أم أن هذه هي الاختيارات «الحرة» لعتيبة وبني هاجر وعيال عطا ويام؟

مَن الذي يصنع الآخر؟ أحمد الفهد يصنع فداويته، أم أن القبائل تقدم الفداوية لأحمد الفهد على طبق من فضة؟!

أظن أن مقال العزيز الوشيحي يحتاج إلى إعادة التفكر والمساءلة العقلية.