• يصعب التكهن بما ستؤول إليه الأوضاع السياسية بتطوراتها المتلاحقة التي تشهد اختزال آليات الرقابة البرلمانية باستجواب أوحد، متعدد المصادر بمحاور عامة ومستهلكة، اختلطت من خلال محاوره الرؤى حول خطة تحفيز الاقتصاد المطروحة، وصعوبة فك الاشتباك بين الاقتصاد والسياسة في جو التناحر الشعبي، حول القطاع المالي ومنظومة الاقتصاد المحلي.

Ad

والسؤال الذي يطرح نفسه: على من تقع مسؤولية تشويه العمل البرلماني والشعبي؟ وهل السبب هو غياب القيادة في العمل السياسي والبرلماني البنّاء؟ أم عزوف نواب العقل والاعتدال عن الحياة البرلمانية بعد أن أصبح المجلس جاذبا لعناصر الضجيج والتأزيم؟

اليوم وبعد أن أقرت خطط القوانين الاقتصاديه الوقائية والتحفيزية في دول عديدة، وتصدرت خطط الإنقاذ المالي أجندتها، حتى دول أوروبا الشرقية، ودول الخليج، فماذا ننتظر؟ ألا تكفي أنباء بيع المؤسسات المتعثرة، وتحذيرات صندوق النقد الدولي من مخاطر تسرب أزمة الائتمان إلى قطاعات اقتصادية أخرى؟

اليوم وقد انتقلت العدوى عبر قطاع الائتمان المالي الأميركي إلى العالم أجمع... لعلي أكون أكثر صراحة إن قلت: إن تعطيل الخطة المطروحة لإنقاذ ووقاية الاقتصاد الكويتي ليس في مصلحة أحد.

• هل تنجح الجهود في المصالحة بين القادة العرب؟ أثبتت الدبلوماسية الكويتية بنهجها الواقعي نجاحها في إدراك حجم القدرات قبل الطموحات في إطار المصالحة العربية، وأثبتت قدرتها على الإمساك بمفاتيح المواقف وإنجاز التهدئة قبل أن يصبح الشرخ عميقا... أقول ذلك بعدما تكررت عبارة «جهود المصالحة الكويتية» في البرامج التحليلية عبر الفضائيات العربية أخيرا، واستباقا لانعقاد قمة قطر هذا الشهر، وفي الوقت ذاته عادت مصطلحات دول الاعتدال ودول الممانعة لوصف الموقف العربي حول قضايا تدور في فلك التركيبة الإقليمية الجديدة، خصوصاً بعد إقرار أطراف دولية عديدة أخيرا لسياسة نعومة الحوار مع دول تم عزلها في السابق، بدلا من عنف المواجهة.

و يتمنى الجميع أن تكون المصالحة، علنية كانت أم خلف الكواليس، قد أزالت حواجز الخلافات، بعد دعوة خادم الحرمين الملك عبدالله في قمة الكويت، إلى تحكيم العقل والضمير وتوصيته بتجاوز الخلافات، ولم تسجّل الدبلوماسية الكويتية «السبق الدبلوماسي» في قمة الكويت، فقط بل أيضا بالزيارة التاريخية ذات التوقيت المرموق، التي قام بها نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ الدكتور محمد الصباح إلى بغداد أخيراً، فرحلته إلى بغداد عززت النهج الدبلوماسي الكويتي تجاه دول الجوار، وهو ... شعار «أشقاء إلى الأبد».

• هل تنجح جهود التنمية البشرية؟ ومتى نلتفت إلى تطوير قدرات الطاقات الكويتية الشابة في المجالات العلمية والتكنولوجية والاقتصادية؟ نحن مازلنا نبحث في المفاهيم القديمة وهي تغيير المناهج الدراسية، وجعلها أكثر تعقيدا، أما التنمية اليوم فقد أصبحت تدريبا وتأهيلا وبناء كوادر قيادية.

إن توفير الرصيد الكافي من الكوادر القادرة على رفع الإنتاجية وإدارة المشاريع الاقتصادية الصغيرة مازالت في مراحلها الأولى.

كما أن الجهد الذي بذله منظمو معرض «كويتي وأفتخر» في تعزيز رسائل التنمية، يستحق الإعجاب، خصوصا أنه من جيب القطاع الخاص في ظل أزمة السيولة... ولم يكن من الجيب الحكومي «الوقفي» الفاخر.

• كلمة أخيرة: نحن في زمن لا نحسد عليه، فقد أصبح العمل الفاضح فوق أسوار المدارس مسؤولية شخصية لوزيرة التربية بدلا من حارس المدرسة... واختناق مئة سيدة كويتية في صالة متعددة الأغراض مسؤولية شخصية لطبيب خفارة.

• كلمة أخرى: إلى نواب «التشكيك في الاختلاط في المؤسسات التعليمية» ما سر الصمت تجاه حفلات عالم المكياج في الكويت التي تناقلتها الصحافة ووسائل الإعلام ؟