فِدى سُكوتِ السّاقِيَهْ

Ad

كُلُّ الشعوبِ الغافِيهْ.

* * *

لِلهِ ما أعجَبَها

مِن كَهْلةٍ يافِعَةٍ

وَسهْلَةٍ مُستعصِيَهْ!

فَقيرةٌ، لكنّها بذاتِها مُكتَفيَهْ.

نَحيفَةٌ، لكنّها طافِحةٌ بالعافِيهْ.

ثابتةٌ، لكنّها

في كُلِّ أرضٍ ماشِيَهْ!

مَديدَةُ القامَةِ، غَيرَ أنَّها

تَبدو، لِفَرْطِ لُطفِها، مُستلقِيَهْ!

* * *

يَعلو الجَميعُ صَدْرَها

وَيَخدِشونَ نَحْرَها

وَيَنفِشونَ شَعْرَها

وَهْيَ عليهِم حانِيَهْ.

بِرَغمِ شِدَّةِ الأذى

تُوهِمُهمْ بأنَّها

عَن كُلِّ لَهْوٍ.. لاهِيَهْ.

* * *

إن جَرَحوا فؤادَها

عَضَّتْ على جراحِها

فالتأمَتْ بثانِيهْ!

إن أهرَقوا الزَّيتَ على أثوابِها

وأضرموا النّارَ بِها

ذابَتْ حنايا النّارِ مِن رِقَّتِها

فانطفأتْ مُستَحِيَهْ!

مَفطورَةٌ على الرِّضا..

بكُلِّ أمرٍ راضِيهْ.

عن كُلِّ سُوءٍ مُغضِيَهْ.

عن كُلِّ ذَنبٍ عافِيَهْ.

لكنَّها

إن حَبَسوا أنفاسَها

فاضَ بِها الغَيْظُ

فَلَمْ تُبقِ عَليهِمْ باقِيهْ!