نعم... الشيخ ناصر المحمد هو الأفضل للرئاسة
كتبت كثيراً بأن الشيخ ناصر المحمد لايزال الرجل الأفضل، بل هو في تحليلي، رئيس الوزراء الأنسب لانطلاق الكويت نحو مستقبل ديمقراطي أكثر تقدماً، هذا لو أحسن البرلمان، والقوى السياسية، التعامل معه والاستفادة من مرونته وسعة صدره.
أكتب هذا المقال والناس تتزاحم في مقار التصويت للإدلاء بأصواتها لمن يستحقون ومن هم دون ذلك، وحينما يصل المقال إليكم سواء عبر الإنترنت أو في المطبوع، ستكون عملية فرز الأصوات مستعرة في الدوائر المختلفة، بل قد تكون تباشير النتائج قد هلَّت هنا وهناك، وبدأ القوم يميزون بيارق الواصلين إلى قبة البرلمان!المشهد درامي... صحيح، والأحداث متلاحقة... صحيح، لكن النهاية كنهاية كل أفلام «الأكشن» الهوليوودية غالباً... نهاية معروفة ومحسومة سلفاً! نعم، ستتغير وجوه، وقد تغيرت بعضها بالفعل مع نتائج الفرعيات، وسيصل نواب جدد، وقد نشهد مفاجأة وصول المرأة الأولى إلى «سطح البرلمان» من خلال الدائرة الثالثة، ولكن مع ذلك فالنتيجة في كل الحالات واحدة، وهذا ليس تشاؤماً، إنما وصف واقعي للصورة.البرلمان القادم، سيكون مثل الذي سبقه وسبقه وسبقه، ومثل الذي سيليه في الغالب، فالمقدمات واحدة، والمسيرة سواء، والنتيجة لابد أن تكون هي ذاتها... سنن كونية لا تتبدل، فمثلما أن الشمس تشرق من الشرق وتغرب من الغرب، والبحر مد وجزر، والقمر منازل، فانتخاباتنا ستفضي إلى النتائج نفسها مادام أنها سارت على الطريقة نفسها، انتخابات فردية على أسس فئوية وطائفية، وفرعيات، ومال سياسي في غالبها! لن ينقضي اليوم إلا وقد عرفنا الفريق البرلماني الجديد، وسينشغل الناس لبعض الوقت في «استقراء» المستقبل السياسي، وفي تصور هيئة العلاقة بين السلطتين، وبعدها سينفتح باب بورصة التوقعات لشكل الحكومة القادمة، ابتداء من السؤال الذهبي بمن سيكون على رأسها ومن سيكونون خلفه من وزراء.كنت كتبت كثيراً، وبالأخص عندما علت نبرة المعارضة للشيخ ناصر المحمد وارتفعت أصوات القائلين بفشله في إدارة حكوماته المتعاقبة، أقول كتبت كثيراً بأن الشيخ ناصر المحمد الذي حظي بثقة سمو أمير البلاد ولأكثر من مرة لتشكيل الحكومة كان، ولا يزال، الرجل الأفضل، بل هو في تحليلي، رئيس الوزراء الأنسب لانطلاق الكويت نحو مستقبل ديمقراطي أكثر تقدماً، هذا لو أحسن البرلمان، والقوى السياسية، التعامل معه والاستفادة من مرونته وسعة صدره ومده لأياديه في الاتجاهات المختلفة دون تمييز أو استثناء. وبطبيعة الحال، ومع اعتناقي لهذا الرأي المحلق خارج السرب، اتهمت بالتهمة المعلبة بأني صرت حكومياً!ودارت الأيام، وتغيرت مواقف الكثيرين في المسألة، ليخرج علينا السيد احمد السعدون، رأس التكتل الشعبي، وبعدما تقلَّب التكتل في رأيه ما بين تأييد المحمد في بداية توليه لرئاسة الحكومة منذ سنوات ووصفه بالرئيس الإصلاحي، ومن ثم معارضته على استحياء، وبعدها الحكم عليه بالفشل صراحة، بالأمس ليقول: إن الشيخ ناصر المحمد أفضل الموجودين لرئاسة الحكومة الجديدة!رائع جداً، فأن تصل متأخراً خير من ألا تصل أبداً... وسنثني على كلامك يا رمزنا الكبير، وسنقول تماماً مثلما قلت، بل سنقول إننا سرنا على خطاك ولم نقلها من قبل، لكننا سنجلس نترقب ونراقب كيف سيكون شكل تعاونكم مع الشيخ ناصر المحمد عندما يستلم رئاسة الحكومة، فلا قيمة لكلام لا يصدقه العمل... أليس كذلك؟!