طالعتنا إحدى الصحف الزميلة في يوم الأربعاء الماضي بتاريخ 9 يوليو الجاري بخبر مفاده أن أحد الأطفال قد تعرض للاعتداء الجنسي في رحلة لإحدى الجمعيات التي تسمى بالخيرية، وفور قراءتي للخبر عادت بي الذاكرة إلى الاعتداء الجنسي القذر، الذي وقع قبل أشهر في إحدى المدارس على أحد الأطفال. وحسب ما تناقلته بعض المواقع، فإن الجمعية التي تسمى بـ«الخيرية» هي إحدى الجمعيات المعروفة، وقد أثير حولها جدل كبير في الفترة الأخيرة. ولنقارن الحالتين القذرتين الآن، حالة الاعتداء في المدرسة وحالة الاعتداء في رحلة الجمعية المسماة بالخيرية.

Ad

- حالة المدرسة كان المعتدي فيها عامل غير معيَّن من قبل الوزارة.

- حالة الجمعية المسماة بالخيرية كانت تحت إشراف تام من تلك الجمعية، إن لم تكن الجمعية أخذت رسوماً مادية للاشتراك فيها.

- حالة المدرسة تمت إحالتها فور التأكد منها إلى الجهات المختصة لتأخذ العدالة مجراها، وأصدرت الوزارة بشأنها بياناً فور التأكد من وقوعها.

- حالة الجمعية المسماة بالخيرية لم يتم التعليق عليها إلى اليوم من قبل الجمعية.

- حالة المدرسة تم التصعيد النيابي عليها مع صبيحة اليوم الثاني من نشر الخبر.

- حالة الجمعية المسماة بالخيرية لم ينبس أي نائب من نواب التصعيد النيابي في حالة المدرسة ببنت شفة إلى يوم كتابة هذا المقال.

- حالة المدرسة أدت إلى استجواب وزيرة التربية وتقديم طلب طرح الثقة بها.

- حالة الجمعية المسماة بالخيرية لم يتم إلى الآن حتى سؤال وزير الشؤون عنها.

لقد تسابق النواب في حالة المدرسة بالدفاع -كما ادعوا- عن الطفل المعتدى عليه، ولكنهم اليوم يتحَدَون بعضهم في القدرة على الصمت تجاهها. لقد ذرفوا الدموع وتاجروا بخوفهم على الأعراض في حالة المدرسة، من أجل إقصاء الوزيرة غير المحجبة... واليوم، ومع أن الحادثة مؤلمة ومحزنة كسابقتها وبإشراف جمعية تسمى بالخيرية وكل لحية فيها أطول من الأخرى، فإنهم لم يقولوا شيئاً... ولن يقولوا.

ماذا يريد الشعب حتى يعرف أن نواب تيار الإسلام السياسي لا يسعون إلى صون الشرف، بل يسعون الى الاقتصاص من معارضيهم فقط؟ ماذا نريد كي نميز بين مَن يقترن قوله بفعله، ومَن يهذب الكلام ولا يفعل شيئاً؟!

خارج نطاق التغطية:

عندما كان مغنياً لم يضر الكويت بشيء حتى وإن لم ينفعها، ولكن عندما جندته قوى الإرهاب ذهب إلى الجهاد في أفغانستان ولا نعرف مفهوم الجهاد حتى هل هو القتل والتشريد أم ماذا بالتحديد؟