تردي أوضاع العراق... وقرارنا الانتخابي

نشر في 27-04-2009
آخر تحديث 27-04-2009 | 00:00
 عبدالمحسن جمعة التطورات المهمة من حولنا تستوجب أن نكون في وضع استعداد للأسوء بجميع الإمكانات المتاحة لنا لمواجهتها، وأهمها توافر جبهة داخلية منسجمة وعلى قدر كبير من الوحدة، حتى لا تسمح لأحد باختراقها أو التلاعب فيها لمصلحة أي طرف من أطراف الصراع المحتدم أو لنصرة مشروع خارجي.

تحدث من حولنا تطورات مهمة وخطيرة، ونحن نعيش حالياً في خضم الحملة الانتخابية في الكويت وإرهاصات الأزمة السياسية الدائمة عندنا، وتحديداً في العراق البلد الأهم بالنسبة لنا من حيث انعكاس تطوراته علينا، وهو الذي خضنا معه تاريخياً عدة صراعات على مدى نصف قرن بدءاً من تهديدات عبدالكريم قاسم، مرورا بالغزو الصدامي وانتهاء بحرب تحرير العراق.

فما يحدث في العراق من انهيار للوضع الأمني وتهاوي الاستقرار، وانحسار الصحوات وعودة التفجيرات الكبيرة إلى بغداد والمدن الرئيسة بما فيها البصرة القريبة منا، تنبئ بانتكاسة قد يكون لها آثار خطيرة، تستوجب أن نتحضر لها خصوصا مع تصميم الإدارة الأميركية على الموعد المسبق الذي حددته لانسحابها الأكبر من العراق العام المقبل، وتوجيه جل اهتمامها للوضع في أفغانستان، وأيضا في ظل ضبابية ما ستؤول إليه قضية الملف النووي الإيراني لاسيما بعد تسلم حكومة متطرفة للسلطة في إسرائيل، والتي لا يستبعد أن تقدم على أي عمل متهور تجاه طهران تكون له مضاعفات خطيرة على المنطقة، وعلى الكويت بشكل رئيسي لقربها من مركز الصراع والأحداث... وهنا نتساءل: ماذا سنفعل بعد أن تواترت تلك المؤشرات بأن العراق إلى الأسوأ؟

كل هذه التطورات المهمة تستوجب منا أن نكون في وضع استعداد للأسوء بجميع الإمكانات المتاحة لنا لمواجهتها، وأهمها توافر جبهة داخلية منسجمة وعلى قدر كبير من الوحدة، حتى لا تسمح لأحد باختراقها أو التلاعب فيها لمصلحة أي طرف من أطراف الصراع المحتدم أو لنصرة مشروع خارجي قد يتورط بعضهم فيه، ولذلك فإن الجراح التي تتركها بعض تداولات الساحة الانتخابية الحالية، ومساسها بما يجمعنا في الوطن من صلات وروابط، ستجعل القدرة على مواجهة المخاطر أضعف وستعزز حالة اللامبالاة، ونزوع كل طرف لحماية نفسه وجماعته، وهو أخطر ما قد يواجهه مجتمع تحوم حوله المخاطر.

أقول ذلك ونحن نشهد طرحا سياسيا مغرقا في النزاعات المحلية والتقوقع على الذات والجماعة، وكأننا نمثل قوى كبرى تؤثر ولا تتأثر، كما أن تعدد الوجوه الانتخابية لرموز سياسية تمثل تيارات تحمل توجهات ومشاريع خارجية، سواء كانت أصولية إسلامية سنية أو شيعية، سيمثل انتخابها إضعافا للجبهة الداخلية، وهو بمنزلة جر لشرائح منها لتكون طرف إضعاف، ولتشتتها من خلال تجزيئها إلى مجاميع لنصرة هذا الطرف أو ذاك.

إذن، فإن أهمية الحذر مما يجري، والحوار حوله في المنتديات الانتخابية وإدخاله كعنصر مهم في تشكيل قرار الناخب، هو تناول ضروري لمستقبل البلد وأمنه، وتركيز مهم على المسؤولية الكبيرة التي يجب أن تتمثل في حرص الناخب على الاختيار الأصوب، بعيدا عمن يحملون مشاريع سياسية ذات امتداد خارجي خصوصاً الأصولية منها، وهو واجب وطني يمس صميم وجودنا كمواطنين ووجود وطننا كذلك.

 

 

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء

back to top