شاهدنا في موسم السينما المصرية الراهن النجم الكبير نور الشريف في دور مهم في «مسجون ترانزيت» إلى جانب بطل الفيلم النجم الشاب أحمد عز، كذلك النجم الكبير محمود حميدة في دور مهم في «آسف على الإزعاج» إلى جانب بطل الفيلم النجم الشاب أحمد حلمي. في الموسم السابق، جسد النجم الكبير محمود ياسين دورًا مهما في «الجزيرة» إلى جانب بطل الفيلم النجم الشاب أحمد السقا... بالمصادفة كلهم يحملون اسم أحمد، في فيلم «الجزيرة». سبق ذلك مباشرة أن شاهدنا النجمة يسرا في دور مهم في «دم الغزال» إلى جانب بطلة الفيلم النجمة الشابة منى زكي.

Ad

تلك النماذج الأربعة، جديدة على السينما المصرية في مرحلتها الأخيرة الممتدة منذ منتصف التسعينيات الماضية وحتى الآن، التي شهدت ظهور النجوم الجدد، خصوصًا نجوم الكوميديا وانفرادهم ببطولة الأفلام وابتعاد النجوم المخضرمين.

هكذا خلت أو كادت تخلو صدارة المشهد السينمائي المصري إلا من الجدد، ونوعية الفيلم الخفيف! حينما ظهر «دم الغزال» تساءلت: هل هو استثناء؟ لكن الموسمين الأخيرين اللذين أعقبا عرضه أجابا عن السؤال: ولّت فترة الانفراد، وها هم النجوم المخضرمون المهاجرون أو «المهجّرون»، يعودون!

بعضهم يعود إلى جانب نجوم شباب، وبعضهم يعود بطلاً وإن كانت الحالة الأخيرة أقل. الواقع أن ظهور نجوم السينما من الأجيال كلها، معاً وفي الفيلم نفسه، أمر الطبيعي، تعرفه السينما في أنحاء العالم وعرفته السينما المصرية دائماً في مراحلها كافة.

حينما شارك، مثلاً، النجمان الكبيران مديحة يسري وعماد حمدي في فيلم «الخطايا»، النجمين الشابين عبد الحليم حافظ ونادية لطفي، لم يكن ذلك لافتاً أو عجباً، وإنما كان من الأمور التي تصنعها السينما المصرية باستمرار، في المراحل كافة.

إنه أمر الطبيعي: تلاقي الأجيال... وليس استبعاد جيل لجيل.

تلاقي النجوم... وليس استبعاد نجوم لنجوم.

ربما هناك وجه آخر للمشكلة، تمثل في أن هؤلاء النجوم المخضرمين، أنفسهم، في السينما المصرية المعاصرة، ظلوا يشغلون وحدهم مواقع النجوم، لمدة تقارب الثلاثين عاما، ولم تتح ظروف السينما المصرية المعقدة صعود جيل آخر، على الأقل، إلى مواقع الصدارة، وهو يعبّر بدوره عن خلل آخر، وعن أمر آخر غير طبيعي أو غير سوي! وهو موضوع يستحق في ذاته العودة إليه، ويحتاج إلى تحليل وتأمّل.

عموماً، ستشهد السينما المصرية في أيامها المقبلة أفلاماً جديدة للنجوم الذين ابتعدوا. من المنتظر عودة محمود ياسين مجدداً في «الوعد»، إخراج محمد ياسين وتأليف وحيد حامد، وكان عاد إلى السينما في العام الماضي في «الجزيرة» بعد غياب سبعة أعوام، منذ قدم «كوكب الشرق». كذلك سنرى أيضا محمود عبد العزيز في «إبراهيم الأبيض»، إخراج مروان حامد، وكان عاد إلى السينما هذا العام في «ليلة البيبي دول» بعد غياب ستة أعوام، منذ أن قدم «الساحر».

كذلك سيعود مجدداً محمود حميدة في «يوم ما اتقابلنا» إخراج إسماعيل مراد، يحيى الفخراني في «محمد علي باشا» إخراج حاتم علي، ليلى علوي في «فرح ليلى» إخراج خالد الحجر، إلهام شاهين في «خلطة فوزية» إخراج مجدي أحمد علي، دلال عبد العزيز في «عصافير النيل» للمخرج نفسه عن رواية الأديب إبراهيم أصلان التي تحمل العنوان ذاته أيضاً.