خذ وخل: الجنة تحت أقدام الاستجوابات!

نشر في 18-03-2009
آخر تحديث 18-03-2009 | 00:00
 سليمان الفهد جُل الشعب الكويتي، إن لم يكن كله، قد ضاق ذرعا بهذا المجلس، ومجّ وملّ من مشاهدة هذا المسلسل السياسي الكويتي الممل، ربما لأنهم باتوا يخبرون بدايته وشخوصه وقصته، ونهايته العبثية ذات الاستحقاقات الوطنية المكلفة.

• لم تكن استقالة الحكومة مفاجئة، ذلك أنها دأبت على اختيار الاستقالة، على الرغم من وجود خيارات التأجيل، والمجابهة داخل قاعة عبدالله السالم، لكنها لجأت إلى الخيار السهل لتريح وتستريح! وهو يعد لدى هذه الحكومة خياراً استراتيجياً تعض عليه بالنواجذ، لكونه الباب الملكي الذي تهرب منه إلى سكة السلامة المفضية دوماً إلى الاستقالة الجاهزة! والحق أني شعرت بحزن وقلق شديدين من جراء استقالة الحكومة الرشيدة: فكيف سينام الشعب الكويتي «الفخور المفتخر» بمنأى عن الحراك أو العراك اليومي المحتدم في الديوانيات بشأن «إسهال» الاستجوابات الذي يهطل على سمو رئيس الحكومة وأعضائها بصيغة تنطوي على تأزيم وتعسف، فضلا عن مجانية بعض الاستجوابات التي لوح بها العديد من النواب، وخفتها وتهافتها، كما تبدى ذلك جلياً في الاستجواب الذي لوّح به النائب «الطبطبائي» بعنترية انتخابية لا يُغبط عليها، والقائل بأنه سيستجوب سمو الرئيس إذا تأجل موضوع بحث الاستجوابات أزيد من أسبوعين، وذاك الاستجواب الذي يستبق الأحداث فيهدد الحكومة القادمة بالاستجواب- سلفاً- إذا لم تحل معضلة البدون أو إذا لم يحاكم الفريق «البدر» جزاء وفاقاً على أداء واجبه بحزم!

• ولعله من نافل القول: التصريح بأن جُل الشعب الكويتي، إن لم يكن كله، قد ضاق ذرعا بهذا المجلس، ومجّ وملّ من مشاهدة هذا المسلسل السياسي الكويتي الممل، ربما لأنهم باتوا يخبرون بدايته وشخوصه وقصته، ونهايته العبثية ذات الاستحقاقات الوطنية المكلفة، حسبنا التذكير بعبثية التأزيم كونه يتم وسط أزمة اقتصادية تعصف بالعالم كله، بينما هدف العديد من النواب الوحيد هو إسقاط الحكومة بالضربة القاضية... وليتأجل كل مسعى لإنقاذ البلاد والعباد من الأزمة المالية الاقتصادية إلى حين اكتشاف حكومة تنال قبولهم ورضاهم! بصراحة تامة أقول إن الاستجواب صار لعبة وغية وهواية أفرغته من محتواه الحقوقي الدستوري، لذا نعت الشعب إسهال الاستجوابات بصفات ساخرة لم يحفل بها النواب «النوام» أو يتأملوا في معناها ودلالتها!

فحين يصف الناس النواب المستجوبين بأنهم ممسون «بجني» استجوابات، وأن فتنة تواترها مردها «عزيزو» دسه أعداء الوطن في فضاء قاعة عبدالله السالم، أقول حين يصف الشعب الاستجوابات بما ذكرت آنفا، فهذا مؤشر واضح على رغبته في الخروج من النفق المظلم الذي يعيش فيه الوطن منذ ثلاث سنوات، ولله الحمد! وهذه الحالة المحبطة التي تكابدها البلاد والعباد، يبدو أنها ليست بحاجة إلى محللين سياسيين يسبرون غورها، سعياً لتشخيص الداء واقتراح الدواء والعلاج الصحي الناجع، بل إنها تحتاج إلى خبراء في التحليل النفسي والاجتماعي، علّنا نعرف سر ذهاب الاستجواب المستحوذ على الحكومة الرشيدة، وسر جواز الاستجواب المرضي المسيطر على الهواة الغواة الذين يستميتون في التلويح بها، بالحق والباطل سواء! وكأن الجنة تحت أقدام الاستجوابات... لا الأمهات!

back to top