ثوابت الأمة و ثوابت الشيعة
![د. صلاح الفضلي](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1488383380444998900/1488383397000/1280x960.jpg)
الحكومة لم تكتف بغض النظر عن تصرفات «ثوابت الأمة»، بل أخذت بمداراته خوفاً من غضب ممثليه في مجلس الأمة بالاستجابة لمطالباتهم ورغباتهم، ورغم كل ذلك لم تنجح الحكومة في أن تثني ممثلي «ثوابت الأمة» من النواب عن تقديم استجواب رئيس الوزراء، وهو الاستجواب الذي أدى تالياً إلى استقالتها.النهج الحكومي المنبطح أمام تطرف «ثوابت الأمة» وأشباهه هو الذي شجع شخصاً مثل مبارك البذالي على أن يعلن دولة الأمر بالمعروف والنهي بالمعروف الخاصة به في منطقة الصليبخات التي يقطن فيها، وهو نهج سوف يشجع آخرين من شاكلة البذالي لكي يطبق قناعاته بطريقته الخاصة. في ظل تراخي الدولة عن التصدي لظاهرة التطرف الديني والقيام بدورها بحماية شعائر العبادة، وهو الدور الذي نص عليه الدستور، في ظل هذا التراخي والتردد فإن حالة الاحتقان الطائفي سوف تزداد وتتفاقم، وسوف يلجأ البعض من كلا الطرفين للتصدي بشكل مباشر للطرف الآخر، وعندها سوف تزداد التصريحات وربما الملصقات والأشرطة والخطب ذات النفس الطائفي، ولن يكون أمراً مستغرباً بعد ذلك أن يقوم متطرفون من «ثوابت الأمة» أو «ثوابت الشيعة» بردود فعل لا تُحمد عقباها. هل تنتظر «الحكومة الرشيدة» حتى تقع الفأس بالرأس حتى تتحرك؟ أم أن المنطق والعقل يفرضان عليها أن تدرك أن من أولى أولوياتها المحافظة على السِّلْم الاجتماعي لكي تبادر إلى وأد جذور الفتنة بالضرب على يد من يريد أن يطبق فكره المتطرف على طريقته الخاصة؟!***تعليق: يفترض أن ترى الحكومة الجديدة النور بداية هذا الأسبوع، وإذا كنا نتمنى أن تكون الحكومة الجديدة أفضل من سابقاتها، فإن الخوف أن تكون عكس ذلك، بحيث ينطبق على الحكومة المثل الكويتي «هذا سيفوه وهذا خلاجينه».