الانتصار المزعوم... في البلد المأزوم!

نشر في 30-11-2008 | 00:00
آخر تحديث 30-11-2008 | 00:00
No Image Caption
 أ.د. غانم النجار لفت انتباهي أثناء اشتداد الأزمة الاستجوابية، أن عدداً من التصريحات كان مثيرا للاستغراب، وربما السخرية. ولنأخذ على سبيل المثال لا الحصر تصريحا لمسؤول رفيع، هكذا تم وصفه، ولم يتم الافصاح عن اسمه، وخيرا فعل، فقد صرح «الرفيع المستوى»، بأنه لا يمكن للكويت أن تستعين بقوات أجنبية للتصدي لاحتمالات حدوث شغب كرد فعل للجوء الى حل غير دستوري لمجلس الأمة، حتى الآن التصريح جميل وجيد وموزون، وليت «رفيع المستوى» قد توقف عند هذا الحد، لكنه أصر، وألح على أن يقدم دليلا واقعيا لا يأتيه الشك من أي مكان، فماذا كان دليله القاطع على موقف الحكومة؟

أوضح رفيع المستوى بأنه «من غير المعقول أن الحكومة التي ترسل مواطنيها للعلاج في الخارج، أن تستعين بقوات أجنبية»، كيف، ولماذا وأين ومتى وما هي العلاقة بين العلاج بالخارج والقوات الأجنبية.

ولعل قراءة سريعة للتصريحات المتداولة من قبل أطراف الأزمة تدل على هشاشة أوضاعنا السياسية فهل يعقل أن يتم تشبيه أزمتنا السياسية بغزو صدام.

نحن الآن في مرحلة «هدنة» سياسية، ليست استراحة محارب، ولكنها حالة «معلقة» حتى إشعار آخر يفترض أن يلتقط الجميع فيها أنفاسهم، إلا أن سؤالا فرض نفسه، بعد معركة شلت البلاد والعباد، هل هناك منتصر؟

كنت أتصور أن البلاد مرت ومازالت تمر بحالة احتقان وتوتر بعضه حقيقي وبعضه مفتعل، وكنت أظن أننا ندرك أن أوضاعنا السياسية مأزومة لدرجة لا تحتاج إلى بيان أو دليل، أما ما لم أكن أتصوره أن هناك من يظن أن انتصاراً ما قد تحقق، وأيا كان الذي ظن نفسه منتصراً سواء أكان من جهة النواب المستجوبين أم من الطرف الحكومي، فإن صاحب الظن ذلك واهم.

الحالة «المعلقة» هذه هي ليست الا استراحة قصيرة، سيتم خلالها سفك دماء «خراف» كثيرة، يتبعها تبريكات عيد الأضحى، وسيقوم نفر كثير بالحج إلى بيت الله الحرام، عسى أن يعودوا إلينا وقد هداهم الله، فيريحونا بعض الوقت من العنف اللفظي وشد الأعصاب وقيادة البلاد إلى هاوية ليس لها قرار.

إن الأزمة الحقيقية تتجاوز بكثير موضوع الاستجواب، فهي أزمة نهج، وعقلية، ونمط ادارة سياسية، واختلاف في الأولويات، وما نحتاجه هو جهد أكبر بكثير مما هو حاصل، ومهما اختلفت رؤانا حول الازمة وأسبابها وكيفية الخروج منها، إلا أنه من المؤكد أنه لا يمكن أن يخرج منتصر والوطن هو الخاسر الأكبر.

back to top