سفير الأغنية الخليجيّة عبدالله الرويشد عزف العود يافعاً... وغنّى فأطرب!

نشر في 15-09-2008 | 00:00
آخر تحديث 15-09-2008 | 00:00
بدأ سفير الأغنية الخليجية عبدالله الرويشد مشواره الفني من خلال فرقة «رباعي الكويت»، واشتهر كعازف درامز بين أعضائها، وبعدما سمعه الملحن الراحل راشد الخضر أُعجب بصوته ولحّن له أغنية خاصة، أعلنت ميلاد نجم جديد.

ولد الرويشد في الكويت في منطقة حولي عام 1961، في الثالثة عشرة من عمره ظهر عشقه للغناء من خلال مشاركته في الحفلات المدرسية، وتعلّق بعد ذلك بآلة «الدرامز». ينتمي الى أسرة فنية، كان أخوه الأكبر محمد الرويشد ملحناً، ما غرس في نفسه حب الفن، وكان ينتهز فرصة خروج أخيه من المنزل ليدندن على آلة العود الخاصة به.

أطلق ألبومه الغنائي الأول عام 1981، ولاقى نجاحا منقطع النظير، خصوصاً أغنية «رحلتي» التي لحنها راشد الخضر وصاغ كلماتها الشاعر عبداللطيف البناي، من ثم كرت سلسلة النجاحات، واستطاع أن يرسم لنفسه خطا ثابتا ويبتكر لونا جديدا في الغناء في وقت قياسي. كان يرافقه في مشواره صديقه بلبل الخليج نبيل شعيل.

تعاون مع الموسيقار الكبير عمار الشريعي الى جانب نخبة من ألمع الملحنين وقدم في الثمانينات أجمل أعماله من بينها: «في شارع الجهرا»، «أي معزة»، «مسحور»، «الجرح الأخير»، «ودعتيني»، «علمني عليه»، «بأي حال»، «استحملك»، «حال الهوى»، وغيرها من الأعمال المميزة، وكانت تلك الفترة غنية بالنجاحات.

يعتبر الرويشد من الفنانين القلائل الذين تميزوا بأكثر من لون غنائي، غنى الشعبي، السامري، الخليجي، الأغنية التعبيرية، الأغنيات الرومانسية والسريعة، الموال، فن الزهيريات، الفن اليمني والحضرمي، أتقن الأغنيات التراثية القديمة، محققًا بذلك معادلة صعبة تمثلت في نجاحه في معظم الألوان الغنائية العربية.

دار الأوبرا

يُعتبر الرويشد المطرب الخليجي الأول الذي يقف على مسارح دار الأوبرا المصرية، وكان ذلك عام 1992، حينها غنى أغنيات الموسيقار الراحل محمد عبدالوهاب منها «النهر الخالد»، ما جعل موسيقار الأجيال يصرح آنذاك بأن الرويشد هو أفضل صوت عربي على الإطلاق.

عُرف عنه تواضعه الشديد وحبّه لزملائه، فلم يتردد الرويشد مثلا في تلحين أغنيات للفنان عبدالمجيد عبدالله، الفنانة نوال الكويتية وغيرهما من نجوم الخليج، بل إنه سحب أغنية «تصور» من ألبومه ليهديها للفنانة أحلام، بعدما سحب أحد الملحنين بعض أغنياته من ألبومها. على الرغم من نزول ألبومه بست أغنيات فقط، نحج نجاحا باهرا وأصبحت أغنيتا «تصور» و{لا تلومونه» من أنجح اغنياته على الإطلاق، كذلك «لما قلبي» و{تحس فيني» لأحلام، فكان النجاح المضاعف له كمطرب وملحن بارع وإنسان متعاون مع زملائه وبلده والبلدان الخليجية الأخرى.

الفيديو كليب

اهتم الرويشد بتصوير أغنياته على طريقة الفيديو كليب لإقتناعه بأن الكليبات أصبحت من أساسيات انتشار الأغنية. من أبرز الأغنيات التي صورها «دنيا الوله» من إخراج يعرب بورحمه الذي استطاع أن يضع له بصمة خاصة ومختلفة في الكليب، تلاها «آخر حبيب» للمخرج نفسه. من المعروف أن غالبية الأغنيات التي صورها كانت مع المخرج أحمد الدوغجي من بينها: «لمني بشوق»، «تصور»، «وينك»، «اللي نساك».

في الفترة الأخيرة تعاون الرويشد مع مخرجين من مصر أمثال محمد العجمي في مجموعة من الكليبات من بينها: «مايهم»، «دمعة المقهور»، «اعفيني»، أشرف شيحا في كليب «طمني»، جميل المغازي واللبناني وليد ناصيف في مجموعة من الكليبات من ألبوماته الأخيرة من بينها: «ويني»، «صمت الوداع»، «حاسب نفسك»، «مشتاق»، «تعتذر»، «جرب تسافر».

المهرجانات

شارك الرويشد في المهرجانات العربية والخليجية والأجنبية، من أبرزها مهرجانات «صلالة»، «جده»، «روتانا»، «الدوحة»، «جده السياحي» بالإضافة الى المهرجان الوطني الكبير والشهير «هلا فبراير». كذلك شارك في مناسبات عدة منها: «بطولة الصداقة والسلام» في دول عربية أبرزها الكويت، مهرجان «الإعلام العربي»، مهرجان «قرطاج» التونسي الشهير، اليوم الثقافي في اليمن، مهرجانات «مسقط» و»القرين العاشر» في الكويت، «جرش»، «الرباط».

أعمال إنسانية

يولي الرويشد اهتماماً خاصاً بالأعمال الإنسانية التي تعنى بالأمراض والكوارث والحروب، لا سيما بالأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة. شارك في المناسبات الإنسانية والوطنية، ومن أبرز مشاركاته على الصعيد العربي أوبريت «الضمير العربي»، وثانية تضامنًا مع ضحايا لبنان، وثالثة مع ضحايا فلسطين ورابعة عن العراق، وقدم أعمالاً تضامنًا مع مرضى السرطان، وشارك في حفلات للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة.

التكريم

نال الرويشد جوائز تكريمية، كان آخرها جائزة أفضل مطرب عربي لعام 1999 عن أغنية «آخر حبيب» التي لحنها الراحل راشد الخضر وصاغ كلماتها الشاعر علي مساعد، وكرمته مجلة «نيوزويك» لمناسبة اختياره من ضمن أبرز 43 شخصية عربية، وقدم له الدرع التذكاري سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الصباح عندما كان رئيسا لمجلس الوزراء في احتفال ضم نخبة من الأدباء والفنانين والمبدعين.

شعراء وملحّنون

تعاون الرويشد مع مجموعة من الفنانين والشعراء والملحنيين من بينهم: نوال الكويتية، خالد بن حسين، محمد البلوشي، أحلام، نبيل شعيل، ذكرى، سليمان الملا، خالد البذال، هدى حسين، راشد الخضر، خالد الشيخ، مشعل العروج، د.عبدالرب إدريس، الدوغجي، شمس، وغيرهم من الفنانين العرب.

شكل ثنائيات فنية ناجحة، أهمها مع الراحل راشد الخضر والفنان خالد الشيخ الذي ما زال يكتشف مساحات صوتية جديدة لدى الرويشد. وتعاون مع مجموعة من الشعراء من بينهم الشاعر الغنائي سامي العلي، ساهر، علي مساعد الذي كان وراء نجاح غالبية أغاني الرويشد الأخيرة ابتداء من «يخون الود» (1997)، حتى ألبومه «إعفيني».

كذلك تعاون سفير الأغنية الخليجية مع الملحن سليمان الملا في روائع ساهمت في نجاح الكثير من أغانيه، ومع مشعل العروج الذي كان له نصيب الأسد في تلحين أكثر من ألبوم له. إذ لحن أربع أغنيات في ألبوم «آه يا زمن»، ثلاث في ألبوم «وين رايح» (2001)، لحنًا واحدا لأغنية من كلمات الشاعر الغنائي ساهر في ألبوم «الشوق والدمعة». لعل أبرز ما تميز به ألبوم «الشوق والدمعة» هو تعاون الرويشد مجدداً مع د.عبدالرب إدريس وبداية تكوين ثنائيات جديدة مع الشاعرين الغنائيين سعود شربتلي والناصر.

قدم الدويتوهات الفنية في ألبومه «ما في أحد مرتاح» مع كل من أبو بكر سالم والمطربة نوال الكويتية والملحن خالد الشيخ، احتل الألبوم لائحة الألبومات الأكثر مبيعاً في الخليج. في الفترة الأخيرة طرح ألبوم «عبدالله الرويشد 2008»، تعاون من خلاله مع أسماء عدة ظهرت معه للمرة الأولى مثل ناصر الصالح ومحمد ابو دله كملحنين ومنصور الشادي والسلطان كشعراء، وجمعه ديو بالراحلة ذكرى سجله قبل وفاتها بفترة قصيرة.

back to top