صغار الهوامير في البورصة يودِّعون الأصفار الستة!
عندما يمسك بوفيصل الآلة الحاسبة يوميا بعد نهاية تعاملات البورصة ليظهر امامه الناتج الاجمالي بستة ارقام، لا يجد الا ان يتحسر على ايام مضت، كان يعيش فيها «فوق الريح»، والريح في عرف بوفيصل المليون دينار كويتي فقط لا غير!. بوفيصل واحد من مئات، من صغار الهوامير في البورصة، ابتسم لهم الحظ يوما ما؟ خصوصاً بين عامي 2003 و2005 ليكونوا ثروة عمادها رأسمال معقول وقدر اكبر من الحظ والمتابعة، وجهد معين في ملاحقة الاخبار والشائعات، لينال بعدها بمدة بطاقة نادي المليونيرات.
وليس من المبالغة أن بعض هؤلاء دخل سوق الاسهم بمبلغ 150 أو 200 الف دينار هي كل «حلاله»، ليمازج بين الحظ والتحليل الفني والاساسي للتداول، إضافة إلى فورة الأرباح والعقود وعمليات الاستحواذ والشائعات بين الدواوين والمنتديات، لتتدفق الارباح والمكاسب، وبعدها تبدأ تلك الرحلة المشوقة من ربع مليون إلى نصف مليون، ثم مليون كامل بـ6 أصفار، ثم... ما المانع من مليون آخر، وثالث... حتى ان بعضهم بات يفكر «من هو فلان الفلاني اللي عنده وانا ما عندي؟!». لكن الوضع اختلف اليوم، وعرف كل منهم حجمه ودوره، وباتت المحافظة على المليون هاجساً يؤرق منامهم، فكيف إذن انحدر الرصيد مرة اخرى من المليون الى 200 أو 150 الف دينار، خصوصا ان صغار الهوامير اكثر المتداولين مخاطرة، لدرجة الإفراط في تكديس عقود الآجل، وهي الطريقة التي أسهمت في تحقيقهم أرباحا قياسية، وفي هذه الحالة يقول احمد، ويعمل وسيطا في البورصة، ان احد عملائه اشترى 7 عقود أجلٍ من اسهم بأسعار 500 و700 فلس، والآن هبطت عند مستويات 200 و150 فلسا لكل سهم، مما يعني ان العقود في معظمها فسخت ولم يعد بالامكان تعويضها.ويضيف أحمد: بلغ الأمر ببعض صغار الهوامير في فترة الفورة ان يقول عن يوم ربح فيه 3 و4 آلاف دينار: اليوم مو شي!ولصغار الهوامير في البورصة طبائع واساليب، فهم ميالون الى التداول الفردي، لا يقتنعون بالمحافظ ولا بالصناديق، فالمليون لم يأت الا بجهدهم وتحليلاتهم، وبالتالي فإن التداول الفردي اثبت جدواه في فترات الصعود، فضلا عن ان اهل المحافظ والصناديق لم يسلموا من الخسارة عندما اطلق السوق اشارات التراجع، لهذا فإن متابعة السوق بصورة يومية افضل من عمل مدير محفظة أو صندوق «لا يعرفني ولا اعرفه».المثير هذه الايام ان بعض المتعاملين المقتنصين للفرص في انهيار السوق رموا بثقلهم في شراء اسهم دون المئة، وهو الحد الادنى للقيمة الاسمية لأسهم الشركات، بغية تكرار فرصة المليون مرة اخرى، لكن اتجاه السوق خالف آمالهم لتهوي عند مستويات 60 و70 فلسا، وبالتالي تتبخر احلام الثراء مع هبوط الاسهم كلما ابتعدت عن 100 فلس انحدارا.