تأبين... الكويت!
![د. حسن عبدالله جوهر](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1499151557547559900/1499151557000/1280x960.jpg)
وإذا كان من تأبين فينبغي أن يكون للواقع الذي نعيشه اليوم في ظل عجز الحكومة عن التصدي لدوي السقوط الذريع للبورصة واهتزاز النظام المالي والمصرفي ووقوفها مكتوفة الأيدي للتدخل المسؤول في دلالة واضحة على أنها لا تمتلك عقلية الإدارة الناجحة والقادرة على إيجاد الحلول المناسبة، بل والسكوت في ذروة الأزمة عن العبث المنظم لبعض أصحاب النفوذ في إنقاذ أنفسهم أو في استغلال الفوضى المالية للانتفاع الشخصي على حساب غرق الدولة ورعاياها.وإذا كان من تأبين فيجب أن يكون للحالة التي وصلنا إليها من العجز عن تطبيق قوانين الرياضة بعد صدورها بثلاث سنوات وفقدان هيبة الدولة وتعليق نشاطها دون أن يرف جفن للمسؤولين على ضياع مستقبل الشباب الرياضي. وإذا كان من تأبين فالأفضل أن يقام للوضع التعليمي الذي بدأ الفساد ينخر في عظامه وانعدمت الرؤية التربوية في إعداد أنظمة تعليمية بدءاً من رياض الأطفال وانتهاءً بالجامعات ومروراً بالتعليم الخاص والمهني والدراسة في الخارج التي تحولت إلى بقالات لبيع الشهادات على أبنائنا الذين وصلت أعدادهم في دول العالم إلى ضعف عدد طلبة جامعة الكويت!وإذا كان من تأبين فحري أن يكون لأوضاع الصحة العامة حيث يحتاج مريض السرطان لواسطة لتلقي العلاج في الخارج بينما تعج مدن أوروبا بالمصطافين على حساب الدولة، وأن تكون الملوثات البيئية المتزايدة كفيلة بتفشي الأمراض الفتاكة في المستقبل القريب في ظل السبات العميق لأصحاب الشأن لهذا الملف الخطير.وإذا كان من تأبين فيجب أن يكون لحالة بعض الوزراء الذين تركوا الحبل على الجرار وأهملوا شؤون الناس وراحوا يتهافتون على تعيين أقاربهم ومواليهم في المناصب القيادية على حساب معايير الكفاءة والموضوعية في سباق مع الزمن قبل رحيلهم لقصر عمر الحكومة.وإذا كان من تأبين لكل ما سبق فلابد أن يكون لوداع الطفرة المالية وفوائض المليارات التي عصفت بأحلام التنمية وتحويل الكويت إلى مركز مالي وتجاري، وللتهمة الجاهزة لكل من يقول لمثل هذا الكلام بأنه يسعى وراء التصعيد والتأزيم وإدخال البلد في نفق مظلم!