يعد فيلم «كابتن هيما» امتداداً مفهوماً ومقبولاً للفيلم الغنائي المصري التقليدي، فالدراما أو «الحدوتة» هي قصة الحب نفسها التي تقدَّم بلمسات سريعة من دون تعمق، تلك التي شاهدناها مرات عدة، فالبطل هو الشاب النبيل الرومانسي ابراهيم (كابتن هيما) الذي شاهدناه عادة في الفيلم الغنائي القديم، وبأداء المغني تامر حسني للشخصية نتذكر الأفلام التي حرصت على تقديم نجومها بروح مرحة وخفة ظل. في الفيلم، عدد من الأغاني لحَّنها وكتب معظمها حسني أيضاً، وبعضها يؤكد موهبة حقيقية فعلاً.

Ad

لا يخرج الفيلم عن إطار الغنائي التقليدي الذي يبدو أنه لم يُصنع وأحداثه لم تُصغ إلا لإتاحة الفرصة لتقديم عدد من الأغنيات... كل ذلك لا بأس به، شرط أن يكون محكم الصنع كدراما وكمعالجة، جيداً كإخراج وتقنية، وأن يعبر عن مفهوم إنساني متقدم ولو على نحو عام وبسيط، كأن يكون مع الخير والحب والعدل والنبل.

تكاد أفلام السينما الغنائية لدينا، لا تخرج عن ذلك الإطار، منذ عبد الوهاب وأم كلثوم مروراً بمحمد فوزي وفريد الأطرش وعبد الحليم إلى عفاف راضي، والفرق بين فيلم وفيلم هو مدى الإتقان، لكن في الإطار نفسه.

«كابتن هيما» هو الفيلم الأول الذي يخرجه نصر محروس وهو صاحب القصة أيضاً، بينما كتب السيناريو والحوار أحمد عبد الفتاح، أدت البطولة، إلى جانب تامر حسني، الممثلة الشابة زينة وكلاهما يتمتع بقبول، وكاتب السيناريو هو نفسه الذي كتب فيلمين من قبل أداهما تامر حسني («حالة حب»، «عمر وسلمى»)، أما محروس فمن المعروف أنه منتج غنائي ومخرج فيديو كليب، وكان تأثير ذلك واضحاً في معالجة وطريقة إخراج الفيلم.

ابراهيم أو كابتن هيما، شخصية يؤدي حسني من خلالها دور سائق في مدرسة أطفال، يعمل ويرعى أخته الصبية الرقيقة المريضة (جراء حادث فقدا فيه الوالدين)، بالإضافة الى مشاعر حبه التي تتنامى تجاه واحدة من المدرسات تدعى مريم (زينة)، وهو شاب بسيط ومكافح بينما هي من أسرة غنية، لكن ليست تلك هي المشكلة كلها، فثمة شخص يصر على الفوز بها، على رغم أنها تضيق به و{تستثقله»، إنه أيضاً «الغريم» التقليدي في الفيلم عموماً سواء الغنائي أو غيره. لكن شره وحمقه لا يقفا عند حدود إنه رجل عصابة حديثة يمكن أن يرتكب أي فعل أو جرم بقسوة وفظاظة بلا حدود.

هنا يكون الصدام بين الغريم والبطل حتمياً، فينتقل الفيلم في جزئه الأخير من الرومانسية إلى الـ{أكشن» ، لعل هذا أكثر ما لم يوفق فيه، فقد بدا الصراع الضاري والطويل «أثقل» من أن يحتمله فيلم رومانسي وغنائي.

عموماً، تشجيع عودة الفيلم الغنائي مطلوب، خصوصاً أن السينما الغنائية لدينا تراجعت إن لم تكن اختفت منذ السبعينات، ليس بسبب سيطرة الكوميديا والفكاهة فحسب، خلال العقد الأخير.

إصرار تامر حسني ومصطفى قمر وقلة من مغني الأجيال الحديثة على تقديم أفلام باستمرار، أمر جيد في ذاته، وسيؤدي الانتظام وتوسيع الظاهرة إلى مزيد من التجويد.