لم تكن الكويت، ولا تزال، قادرة على تحقيق مستويات التنمية المطلوبة في مختلف القطاعات لولا المساهمات الأساسية للعمالة الوافدة، ولا شأن لهذه الشريحة في الضغط على الخدمات العامة كما يقال دائما، فالسبب هو نمط الاستقدام والعبث بقوانينه.
أول العمود: إشاعة تغيير طريقة التصويت في الانتخابات الجارية لتكون صوتين بدلا من أربعة كانت تخص المرأة الحامل!***عنوان المقال «لزمة» تقال عندما نواجه زحاما في شارع أو مستشفى أو لطلب خدمة ما في دائرة أو مؤسسة حكومية، فدائما الوافد هو الملام، وبحسب الأرقام السكانية للعام 2007 فقد بلغ تعداد من يعيشون في الكويت 3 ملايين و300 ألف نسمة، الكويتيون منهم مليون و38 ألف نسمة وباقي العدد «هم من يسببون الزحام»!وأمام هذا التأفف من شريحة الوافدين لابد أن نعي حقيقة واضحة وهي أن الكويت ما كان لها أن تصل إلى ما وصلت إليه من نمو لولا مساهمات العمالة المهاجرة العربية والأجنبية على السواء، بسبب أن هناك مهنا لا يقبل عليها الإنسان الخليجي عموما حتى لو كانت مربحة، خصوصا في قطاع الخدمات، وبالمثل فإنه لا يمكن لبيت جديد أن يفتح دون خدم وسواق.وعودا على مسألة التأفف من مزاحمتهم لنا في كل جحر وغار، وبما يسبب تدنيا في مستوى الخدمات العامة وهذا حاصل فعلا، فإنك من النادر أن تجد من يتوجه باللوم إلى من يستقدمون هذه العمالة من دون حساب وتخطيط، وبفضل الفوضى التي يعيشها ثلاثي جلب العمالة الوافدة (وزارات الداخلية والتجارة والعمل).في ظني أن زحام الشوارع والضغط على الخدمات العامة في البلد مرجعها نمط الاستقدام وإجراءاته والذي فتك به تجار الإقامات وعرفوا دهاليزه، فهناك أعداد مهولة من الوافدين تدخل الكويت لتكون بذاتها سلعة تباع إلى سوق العمل لاحقا، ومن دون شك إن أي داخل إلى الكويت بحاجة إلى سكن وتطبيب ومواصلات وغيره من الخدمات، فإن كان هذا الدخول غير مخطط له وليس بدافع احتياجات التنمية فمن المؤكد أن النتيجة والمحصلة ستكون «زيادة في كوم اللحم»، ومن ثم رقما إضافيا في دور انتظار المستوصف والمستشفى والخدمات الاجتماعية الأخرى.أتذكر في الإضراب الذي نفذه عمال بنغاليون صيف 2008 أعلن مصدر في وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل وقتها عدم تأثر أي من القطاعات الخدمية لو تم إبعاد 800 ألف عامل هامشي!! فلنتخيل بعدها لو خرج هذا العدد من الكويت كيف ستكون حال الشوارع والخدمات الأخرى... أتصور أن الخدمات الطبية ستكون «توصيل منازل»! دخول كم كبير من الوافدين إلى الكويت ومن دون حاجة مسؤوليتنا نحن الكويتيين... وزارات وأصحاب عمل... وتجار إقامات، وليس للوافد فيما يحدث أي صلة، إلا إذا كنا نريدهم أن يطيروا في الهواء ولا يمرضوا... ويصوموا في الأسبوع... 8 أيام! كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء
مقالات
الوافدون سبب مشاكلنا
09-04-2009