خذ وخل: «كلنا نحب الوطن... قول بس»!

نشر في 08-04-2009
آخر تحديث 08-04-2009 | 00:01
 سليمان الفهد لعل أكثر ما أبهجني جدا، إلى درجة «الانشكاح» المموسق الطروب هو: حضور أحفادنا أكبادنا التي تدرج على المسرح، وتخطر برشاقة وحيوية، معجونتين بالخفر والبراءة والبراعة، في الحركة والتعبير بالغناء والجسد البرعم، تعبيراً بهيا سلساً خالياً من النشاز واللحن والهفوات الطفولية المحتملة.

• سعدت وطربت لأوبريت «نحبها قول وفعل» لسببن: أولهما أنه سيمكنني من الكتابة عن مناسبة بهية بمنأى عن شؤون وشجون المعركة الانتخابية الحامية الوطيس! وثانيهما أن الأوبريت ذاته يستأهل التنويه والإشادة! حسبه- بداية- إزاحته مشاعر النكد التي تجثم على صدور البلاد والعباد! ولأني شاهدت العمل الإبداعي عبر الشاشة الفضية، فقد شعرت كأني متربع- بأمان الله- بقاعة مسرح قصر «بيان» مع فصيلة الجماهير الغفيرة التي ينعتونها بجماهير «الترسو» في بر مصر المحروسة.

ومرد ذلك: التناغم الجميل بين الإخراج المسرحي الذي اضطلع به المخرج القدير الدكتور «حسين المسلم» والنقل التلفزيوني الذي أبدعه «علي الريس» شيخ مخرجي المنوعات في تلفزيون الكويت وضواحيها.

والتناغم لم يحدث مصادفة أو بدون قصد، كما يبدو لغير العارفين ببواطن الإخراج المسرحي المبدع لمتعة جمهور الصالة، ومعشر مشاهدي التلفزيون سواء، بل إنه نتاج تخطيط وإعداد وتدريب وكل الممارسات المتمحورة حول قيمة إتقان العمل الإبداعي وتجويده ليتجلى بالصورة الناصعة «لحبنا للكويت قول وفعل».

• ولعل أكثر ما أبهجني جدا، إلى درجة «الانشكاح» المموسق الطروب هو: حضور أحفادنا أكبادنا التي تدرج على المسرح، وتخطر برشاقة وحيوية، معجونتين بالخفر والبراءة والبراعة، في الحركة والتعبير بالغناء والجسد البرعم، تعبيراً بهيا سلساً خالياً من النشاز واللحن والهفوات الطفولية المحتملة.

لقد بدوْنَ لي كباقة أزهار تفتحت كالربيع الطلق المحيا، في فضاء مسرح بيان، ورأيت في حضورهن المدهش، وهن يتمايلن على المسرح، وفق أنغام وإيقاعات حب الوطن ورموزه السامية، أقول رأيت فيهن صورة المواطن الحق الذي يحب وطنه بحق «قول وفعل»، وشتان بينهن وبين من يحب وطنه «بوق» بالفعل! ما علينا، فهذا موضوع آخر اقتحم السباق «عنوة» كمن يروم «رمي كرسي في الكلوب» الاحتفالي بحسب لسان إخوتنا المصاروة (هم ينعتونا بالخلايجة، فوحدة بوحدة!).

• إن اختيار عنوان الأوبريت البسيط بالغ المعنى والدلالة، ذلك أن مضمون العمل الغنائي الاستعراضي يمثل قضية جوهرية حرية بالاحتفاء والتجذير، وإلى ترجمتها إلى سلوك وممارسة عفويتين كما ممارسة الشهيق والزفير! لاسيما أن الوطن الواحد تشظى إلى قبائل وطوائف وأعراق وأحزاب غير ديمقراطية! وكنت أتمنى لو أن المذيع الذي قدم الحفل وقام بمهمة التعليق تحدث عن المناسبة ومحورها الأساسي ومكانها والزخم الوطني العارم الذي أضفاه حضور سمو الأمير، وسمو ولي العهد حفظهما الله، فضلا عن التعريف بتاريخ قصر دسمان، وبالعاملين المشاركين في الأوبريت... إلخ، بدلا من الحديث التقليدي «الحنجوري» بحسب عمنا «محمود السعدني» المتبدي في الخطاب الحماسي إياه، الذي كان سائدا في إعلام النصف الثاني من القرن العشرين!

ومن نافل القول التنويه أن العمل الفني الحريص على الإتقان والتجويد، كما ذكرنا ذلك مرارا، مآله القبول والنجاح بالضرورة! كما تبدى من استجابة مشاهدي المسرح: بالتصفيق والزغاريد ودموع الفرح! والأخيرة حدثت مع العبد لله «زاتو» بالإذن من الرئيس «البشير» رئيس السودان «الشغيغ»! بكيت طربا واستحسانا، على الرغم من أني عصي الدمع، وقلبي صخر جلمود صوان! وكيف لا يحدث ذلك والأوبريت أتاح للناس ساعة بهجة باتت من المحظورات والممنوعات! وربما مر الحفل بسلام ببركة القرآن الكريم وبفضل الدعاء الذي بدا لي بمنزلة ذر رماد في عيون «العوازل» إياهم!

back to top