فخامة الرئيس المقاوم في طهران العهد والوفاء!
رجل ولا كل الرجال، كان ولا يزال، إنه فخامة الرئيس المقاوم العماد إميل لحود، عنوان مرحلة التحدي والصمود في وجه رموز الجبن والرشى والجحود!طاهر السريرة مرهف الحس يلامس وجدانه وجدان شعبه، ولا يبالي وقع على الموت أو وقع الموت عليه مادام ضميره مرتاحاً بأنه على حق وأن أفعاله تنتصر للمظلوم!
هكذا كان منذ نشأته الأولى،هكذا تربى منذ نعومة أظفاره، هكذا علمته أمه التي أرضعته حليبا طاهرا، وهكذا علمه أبوه العروبي المناضل، وهكذا علمه سيده ومعلمه المسيح الثائر!لم يهن ولم يضعف أمام الإغراءات، ولم يرضخ أو يذعن لكثرة الضغوط، ولطالما قدم أوراق اعتماده لشعبه، وهو قائد للجيش عندما رفض إطلاق النار على من كانوا يسمونهم بـ«المسلحين» في حينها، وهم الذين تعرف عليهم وجدانه الطاهر حتى قبل أن يسمع بالمقاومة أو يتعرف على رجالاتها!وهكذا اشتهرت مقاومة العماد للضغوط بين أهله وأحبته من كل الطوائف والأديان والمذاهب اللبنانية، وهكذا ارتقى العماد سلم القيادة ليصبح فخامة الرئيس المقاوم! يشهد له لبنان وتشهد له الدنيا بأنه لم يرمش له جفن، وهو يقاوم ضغوط أولبرايت عندما أرادت أن تقتطع من أراضي بلاده المقدسة لمصلحة العدو، لكنه عندما أنجز مهمته بإتقان أسلم جفونه لنوم هادئ، تاركا سيدة العالم وقتها في حيرة من أمرها وعيونها لا تعرف طعما للنوم، وهي تحاول فك رموز كلمات رئيس دولة صغيرة من دول العالم الثالث يغلق الهاتف بوجهها وهو يردد بصلابة العماد المقاوم: «هل تعرفين كم الساعة الآن في بلادنا؟! لقد أزفت ساعة نوم رئيس لبنان ولا مجال...»!إنه اليوم يجدد العهد مع أصحاب العهد والوفاء في إيران الصديقة والشقيقة، وفاء لوجدانه ووجدان شعبه المقاوم، وهو الذي احتضنه مجددا وهو في الطائرة من بيروت إلى طهران، حيث تراكضت الصبية والفتيات للقائه ولأخذ صورة تذكارية معه، وعانقه الشيوخ والشباب من عوائل الشهداء وعندما ظل السيل يتقاطر عليه بادر على الفور، فجاءهم هو ليحييهم ويقول لهم: أنتم من صنع النصر بصمودكم وصبركم، والفضل لكم أنتم أولا وأخيرا، بكم أشعر بالقوة والفخر، وبكم يكبر لبنان، ويبقى شوكة في عيون أعدائه!إنه العماد المقاوم قائدا للجيش كان أم رئيسا أم مجرد مواطن صالح تفتخر به الأمة كلها، وليس لبنان وحده، فهنيئا لهذا الرجل الكبير في مواقفه والكبير بشعبه العظيم! وعالم السياسة والسياسيين أحوج ما يكون اليوم إلى رجل مثل لحود يدون أنبل المواقف في سجل حياته، والناس التي أحبته من كل قلبها وشعرت ولا تزال تشعر أن له في رقبتها دينا إلى يوم القيامة، تتحسر لرؤية أناس جدد من أمثاله، وهي تشاهد وتتفرج على المتقلبين والانتهازيين الكثر في عالم السياسة اليوم، وهم الذين لا يعرفون على أي موقف ينامون وعلى أي موقف يستيقظون!* الأمين العام لمنتدى الحوار العربي - الإيراني