ميريام عطالله: صوفيا المريخ لم تسبقني!
تخرّجت الفنانة السورية ميريام عطالله من برنامج «ستار أكاديمي 1»، إلا أنها غابت بعد ذلك فترة طويلة لتعود وتطل على الشاشة حديثًا في مسلسل «ليل ورجال». تعتبر أن الوسط الفني مليء بالمصاعب ولا بد من التسلّح بالذكاء والديبلوماسية للاستمرار فيه. تلفتها الأغنية الخليجية وتنظر الى الرجل بطريقة متناقضة.
عن سبب غيابها ونظرتها الى الفن وتجربتها في التمثيل، كانت معها الدردشة التالية. عدت اليوم إلى الساحة الفنية بعد طول غياب، لماذا اخترت توقيت العودة في هذه الفترة بالذات؟ سلِّطت الأضواء علينا كثيرًا أنا وزملائي أثناء مشاركتنا في برنامج «ستار أكاديمي» وحققنا انتشارا كبيرا في العالم العربي بفضل الـ LBC التي كانت الداعم الأوّل لنا، وتوقع لنا الجمهور مستقبلاً باهرا، لكن عندما انتهى البرنامج وانتهينا من الجولة الفنية المشتركة التي قمنا بها، أصبح تعاملنا مباشرة مع شركة star system المسؤولة عن إدارة أعمالنا. لم أصل الى نقاط اتفاق مشتركة بيننا ولم أجد نفسي فيها، فانفصلت عنها وحاولت تسيير أعمالي بنفسي، لكن سرعان ما اكتشفت صعوبة شقّ طريق ناجح ومدروس في الوسط الفني. هناك ظروف انتاجية وإدارية لا يمكن تجاهلها، فكم من الفنانين طرحوا أغنية لهم في الأسواق وغابوا بعدها فترة طويلة نتيجة تلك الظروف؟ لم أجد أحداً الى جانبي ليدلّني على الطريق الصحيح، فاخترت الابتعاد فترة معينة، وعندما شعرت أنني أصبحت أكثر نضجًا على الصعيد الفني والعملي قررت العودة. هل شعرت ببعض التمييز في شركة star system من ناحية التعامل مع الطلاب؟ في البداية كنا ثمانية فنانين وكانت الشركة تدير أعمالنا، لكنها لم تكن ملزمة بتقديم إنتاجات فنية لنا. أعتقد أنها كإدارة آمنت بأشخاص معينين أكثر من غيرهم، فاستمروا معها وهذا حقهم، لأن العمل هو صيغة في النهاية ممكن الاتفاق عليها وممكن الانسحاب منها، وأنا اخترت الحلّ الثاني. أتحضر راهنا للتعامل مع شركة new look stars وأتمنى أن تتكلل أعمالنا المستقبلية بالنجاح. بعد ابتعادك عن المجال الفني لدراسة خطواتك المستقبلية جيدًا، على حدّ قولك، ما هي النتيجة التي توصلت إليها حول الطريقة الصحيحة لنجاح الفنان؟ يجب أن يكون ديبلوماسيّا جدا ومحنكاً وذكياً في اختياراته... أنصح كل فنان مبتدئ بالاستفادة من الأشخاص المحيطين به بطريقة إيجابية وصحيحة ولا أعني أبدا الاستغلال. أحب الاستمرار مع الأشخاص أنفسهم لأصل الى النجاح، فعمل الفنان هو عمل جماعي ويعود نجاحه إلى هذه المجموعة. المجال الفني صعب وفيه أشخاص جرّدتهم الحياة من الإنسانية، إلا أن الإنسان المؤمن لا بدّ من أن يصل الى ما يريد. هل ندمت يومًا على مشاركتك في برنامج «ستار اكاديمي» واختيارك المجال الفني؟ أحياناً، وذلك يعود الى الحالة النفسية التي أعيشها، لكن سرعان ما أستعيد عزيمتي خصوصا عندما أتذكر «ستار أكاديمي» وثقة الناس ومحبتهم وضرورة العودة إليهم بعمل جديد ومميز. أصبحت فردًا من عائلات عربية كثيرة غمرتني بلطفها، وتمنحني التفاؤل والأمل والحب من دون مصلحة. لا تقتصر الصعوبات على الوسط الفني فحسب، بل تدخل في ميادين الحياة كافة، لذلك يجب أن نبقى أقوياء ونستفيد من أخطائنا السابقة ونحيط أنفسنا دائما بالمحبين والأقرباء. هل تابعت برنامج «ستار أكاديمي» في مواسمه التالية، ومن لفتك من المشتركين؟ لم أتابعه بشكل مكثّف لكن طبعا لفتني بعض المشتركين المميزين شكلا وصوتا وأداءً، مثل التونسي نادر القيراط وخصوصًا في غنائه اللون الغربي، كذلك الأردني محمد قويدر مع أن كثرا شعروا أنه إنسان سلبي، لكن لا يمكن إنكار وجوده وأن لديه خصوصية. كذلك أعجبت بالمشتركة التونسية شيماء والمغربية هناء الإدريسي وغيرهما... أعارض مقولة إن «ستار أكاديمي» يعتمد على الشكل أكثر من الضمون، أرى أن هناك أصواتًا جميلة كثيرة تخّرجت منه وتعتبر راهنًا نجومًا ونجمات. هل ما زلت على اتصال مع زملائك؟ طبعا. ألتقي برونو وسينتيا وميرا عندما أكون في لبنان وتربطني علاقة وطيدة مع بهاء الكافي وهي بمثابة شقيقتي. التقيت حديثا صوفيا المريخ وأحبها كثيرا. هل سبقتك صوفيا فنيّاً؟ كلا والسبب أن الخط الفني الذي تعتمده بعيد عن خطّي المستقبلي. أرى نفسي في اللون الطربي الشرقي وليس المائل للغربي، لذلك لا أضع نفسي بمقارنة مع صوفيا. اتصلت بها وهنأتها على أغنيتها الجديدة والتقيتها أخيراً وتحدثنا في أمور كثيرة. أفرح حين يحقق أحد أصدقائي نجاحا معينا لأني أعرف مدى صعوبة الطريق الفني والتحدي المطلوب فيه. نشعر من خلال حديثك أن قلقاً معيناً ينتابك، ما الذي يخيفك في الوسط الفني؟ إنّه غدّار «يوم ليك ويوم عليك». ماذا تحضرين راهنا؟ أحضر أغنية سينغل سأطرحها في الأسواق في الأيام القليلة المقبلة وسأصورها، لكنني لم أختر اسم المخرج بعد، بالإضافة الى تسجيل أربع أغنيات أخرى. ماذا تخبرينا عن العمل الذي كان سيجمعك مع الفنان نقولا الأسطا ولماذا لم يبصر النور؟ هو أغنية بعنوان «صرخة أم» في شكل حوار بين أم شهيد وروح ابنها الشهيد، من كلمات أدونيس الخطيب. عندما سمعتها أعجبت بكلماتها وعرفت في ما بعد أن الفنان نقولا الأسطا معجب بها أيضا. تم الاتصال بنقولا وتمت موافقة أولية على أن نقدّم الأغنية سويّاً، إلا أن ظروفه وزحمة أعماله أخّرته، كذلك لم أستطع شخصيا الانتظار لأسباب معينة فألغيَ المشروع. أتمنى أن ألتقيه في أغنية أخرى. مع من تحبين تقديم أغنية «دويتو» من الفنانين؟ ليس لدي هذا الهاجس، والدويتو الذي لا يزيد على حياتي الفنية لا أقبل به. (تضحك) أحب تقديم دويتو الى جانب الفنان اللبناني رامي عياش. هل تشعرين بأنك قادرة على أداء اللون الخليجي؟ طبعا. أغني اللون الخليجي بطريقة جيدة جدًا وأحب الاستماع الى الأغنيات الخليجية ومعجبة بالفنانين عبدلله رويشد ونبيل شعيل وحسين الجسمي. كيف تقيمين دورك في مسلسل «ليل ورجال» وماذا أضاف إليك؟ أديت دور شخصية تعاني من قصور عقلي وتجسّد حالة إنسانية معينة. للأسف لا تتوافر في مجتمعنا مؤسسات ترعى مثل هؤلاء الأشخاص. تأثرت بالدور جدا ووصل بشكل صحيح الى الناس وألمس ذلك من ردود فعلهم يوميًّا. يجب أن نعرف أن الأشخاص الذين لديهم قصور عقلي هم حساسون جدا ولديهم مشاعر معينة يجب احترامها. ماذا تفضلين: التمثيل أم الغناء؟ أحب الغناء لكني أشعر أكثر بنشوة التمثيل. هل أنت قادرة على أداء أدوار الشر؟ (تضحك) طبعا الممثل المحترف هو القادر على أداء جميع الأدوار، وجميل أن تجسّد شخصية لا تشبهك إطلاقا في حياتك اليومية. أنا إنسانة متقلّبة وأحب التجديد والتنويع. كيف تقضين وقتك بعيدًا عن الفن؟ أنا فتاة «بيتوتية»، أحب الكتابة والقراءة والتأمل والتسوق بالإضافة إلى ممارسة الرياضة وقيادة السيارة عندما تكون الطرقات خالية.