Ad

عادة ما تعاني الدراما التلفزيونية، وبالأخص التي تقدم في رمضان، من مشاكل مع الرقابة، تكون نتيجتها حذف الكثير من المشاهد، إلا أن الحال هذا العام تبدلت ولم تشهد الساحة أيه معارك تُذكر، على الرغم من جنوح بعض الأعمال نحو السياسة.

كانت غالبية الاعتراضات على المسلسلات الرمضانية من قبل الرقابة الصريّة، كما يؤكد صناع الدراما، بسيطة وسهلة ويمكن تعديلها ببساطة، ففي مسلسل «الدالي» الجزء الثاني أكد مؤلفه السيناريست وليد يوسف أنه لم يتعرض لمضايقات رقابية سوى في مشهد واحد خاص بالتصوير في البنتاغون، اذ اعترضت الرقابة على التصوير هناك وإظهار المبنى ولذلك استبدل المكان من خلال البحث عن بديل وابتكار ديكور يشابه المبنى، ولم ينعكس التعديل على أية جملة في حوار المشهد. كذلك نفى يوسف ما تردد حول تدخّل الرقابة في تفاصيل مشهد المنصة الخاص بمقتل السادات وأكد أنها لم تتدخل نهائياً بل نفِّذ كما كُتب بالضبط.

أما مسلسل «نسيم الروح» الذي يقدم عرضاً للنواحي الاجتماعية والاقتصادية وللتغيرات التي شهدتها مصر في الفترة ما بين 1880 إلى 1914 فلم تعترض الرقابة على أي من مشاهده، ذلك ما أكده مؤلفه الكاتب يسري الجندي، مشيرًا الى أن «الأعمال الاجتماعية غالباً ما يكون مستوى الحوار فيها سهلاً ولا يتطلب صراعاً مع الرقابة، على العكس من المسلسلات التي تحمل الصبغة السياسية وتُطرح من خلالها وجهة نظر الكاتب، والتي ربما لا تلقى قبولا من السياسة العامة للدولة والتي قد تطالبه بتعديل وجهة نظره بما يتماشى مع سياستها العامة ووجهة نظرها».

عن مسلسله «ناصر» الذي يعرض حياة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، يؤكد الجندي أنه لم يتعرض للمنع من العرض في التلفزيون المصري لسبب بسيط يتعلق بأن الرقابة لم تطلبه، فهو من إنتاج شركة خاصة، «لذلك ظهر عبد الناصر بالشكل الذي كتبته ومن دون تدخل من أحد».

اعتراض خاص

كذلك لم يتعرض مسلسل «عدى النهار» للكاتب محمد صفاء عامر (من بطولة نيكول سابا ورزان مغربي وصلاح السعدني) لأية اعتراضات من قبل الرقابة، يقول عامر: «كان الاعتراض من قبل المخرج اسماعيل عبد الحافظ على بعض جمل الحوار التي كانت تتعارض مع فكره، فجلسنا سويًّا وغيرنا بعض العبارات وليس الخطوط المحورية في المسلسل، وإنما عبارات لها مدلولات سياسية معينة، وكان من الطبيعي أن يعرض المخرج وجهة نظره وأن نتناقش الى أن نصل إلى جمل بديلة تؤدي الغرض نفسه وتريح الطرفين، ولا يمكن أن نعتبر ذلك تدخلاً وإنما هو من صميم عمل المخرج لأنه رجل صاحب رؤية».

أما غالبية الملاحظات التي جاءت من الرقابة على الأعمال الدرامية فقد كانت خفيفة ولم تكن ثمة مشكلة في تنفيذها.

أعلنت الرقابة تحفّظها على الأسماء الاجنبية لبعض المحلات والسلع والأماكن التي تضمنها مسلسل «في أيد أمينة» ليسرا، واعتبرتها نوعًا من أنواع الإعلانات غير المباشرة، كذلك رفضت في بعض المسلسلات استخدام المؤلف لبعض أسماء القنوات الفضائية في بعض الحلقات كما حدث في مسلسل «جدار القلب» ومسلسل «بنت من الزمن ده» لداليا البحيري، إذ استخدم كتّاب العملين أسماء القنوات الفضائية مثل «الجزيرة» و»دريم» وأسماء برامج مثل «البيت بيتك» و»العاشرة مساء»، وهو ما اعترضت عليه الرقابة واعتبرته نوعًا من الإعلانات، كذلك رفضت في مسلسل «قمر» كلمة «نسكافيه» وفي مسلسل «شط إسكندرية» لممدوح عبد العليم اسم مطعم «زفزيون» وفي «قلب ميت» وجود اسم مركز التجارة العالمي.