أكد مدير إدارة الحضانة العائلية في دور الرعاية الاجتماعية أن الإدارة تعمل جاهدة على دمج الأطفال من «مجهولي الوالدين» داخل المجتمع، فضلاً عن رعايتهم في شتى المجالات الأخرى، مع الحفاظ على كل حقوقهم كأي مواطن عادي.
مدير إدارة الحضانة العائلية في دور الرعاية الاجتماعية د. فهد الوردان، أكد أن إدارة الحضانة العائلية تعد إحدى أهم الادارات التي تقوم برعاية الابناء من مجهولي الوالدين، عن طريق نظامين: الاول من خلال العمل المؤسسي والرعاية المباشرة للاطفال داخل دور الرعاية، والثاني عن طريق متابعة الابناء المحتضنين لدى الاسر الحاضنة، لافتاً إلى أن الادارة تقوم بالإشراف على 10 مؤسسات اجتماعية، 4 مؤسسات منها تقع داخل مجمع دور الرعاية الاجتماعية، وهي: دار الاطفال، ودار الفتيان، ودار الفتيات، وملحق مخصص لاصحاب الاعاقات البسيطة، فضلاً عن 6 مؤسسات تقع خارج مجمع دور الرعاية، إذ تقوم هذه المؤسسات برعاية الابناء الايتام منذ سن الولادة حتى عمر 10 سنوات للذكور، و12 سنة للإناث، يتم بعدها نقلهم إلى مؤسسات الرعاية الخارجية على حسب فئاتهم العمرية، وذلك بعد قرار اللجنة الفنية الخاص بنقل الابناء. الكادر الوظيفيوأضاف الوردان في حديثه لـ«الجريدة» هناك بعض الاستثناءات التي تتيح للطفل البقاء فترة أطول داخل مجمع دور الرعاية الاجتماعية، منها مدى استقرار الحالة النفسية للطفل، والمرحلة الدراسية، مؤكداً أن الابناء من مجهولي الوالدين طبيعيون كأي مواطن كويتي يدرسون داخل مدارس حكومية، يقومون برحلات ترفيهية، ويمارسون حياتهم بشكل طبيعي كأي شخص عادي، وقال: يتم العمل داخل مؤسسات دور الرعاية عن طريق كادر وظيفي يضم مشرفا للدار، ونائبا للمشرف، واختصاصيا نفسيا، واختصاصيا اجتماعيا، وملاحظ خدمة اجتماعية، وهم من يقومون بمتابعة الابناء وتقييم سلوكهم، مؤكداً أن جميع القرارات التي تصدر تكون من خلال لجنة فنية خاصة من الدار تعقد اجتماعاً بصفة شهرية، وكل لجنة فنية مطالبة بعدد 12 محضرا سنوياً كحد أدنى، وأي خلل أو تقصير في اجتماعات اللجان الفنية يحاسب مشرف اللجنة مباشرة، مبيناً أن هناك اجتماعا دوريا شبه أسبوعي تقوم به المؤسسة مع مشرفي الدار، الهدف منه زيادة عمليات المتابعة لما آلت اليه الاوضاع داخل الدار، ووضع الخطط المستقبلية، واتخاذ القرارات التي تصب في مصلحة الاطفال، وأضاف الوردان: تعمل المؤسسة على رعاية الابناء في دور الرعاية الخارجية حتى سن الـ 21 سنة فقط، ولكن نظراً الى وجود بعض الابناء الذين تعتريهم بعض الظروف القهرية، ويعجزون على الاندماج في المجتمع لاسباب متعددة، فقد رأت الادارة تأجير مبنى يحوي هؤلاء الابناء للسكن فقط، يقوم بالاشراف على هذا المبنى مسؤول سكن تابع لدور الرعاية، يعمل على متابعة الابناء، مبيناً أن مدة السكن 6 أشهر فقط من الممكن أن تجدد على حسب حالة الابن ومدى قدرته على الاندماج في المجتمع، وتعد هذه لفتة إنسانية من قبل وزارة الشؤون لا تندرج تحت الاطار القانوني، وأوضح الوردان أن هناك برامج وانشطة خاصة بالابناء تقوم بها مؤسسات دور الرعاية على حسب فئاتهم ومراحلهم العمرية، وحسب طبيعة المؤسسة، لافتاً إلى أن مؤسسة دار الاطفال، تعد إحدى المؤسسات الرائدة في مجال الرعاية، إذ قامت خلال الـ 3 سنوات الماضية بجهد جبار في عمليات التنشئة الصحيحة للأبناء، وذلك بجهود الاختصاصيات والمشرفات اللواتي قمن بعملهن بشكل دؤوب، فضلاً عن العاملين وحرصهم على العمل وتوجيه الابناء الى مهامهم المستقبلية، مشدداً على أن العمل داخل مؤسسات الرعاية اجتماعي وليس عسكريا، ويجب أن يتوافر في العاملين بهذه المؤسسات البعد الإنساني والصفات التي قد لا تتوافر في الكثير من موظفي الدولة لمدى حساسية التعامل مع هذه الفئات. شروط «الاحتضان» وعن نظام الاحتضان قال الوردان: تقوم الاسرة الطالبة للاحتضان بتقديم طلب احتضان لطفل، يعرض الطلب على لجنة الحضانة العائلة، وهي لجنة مكونة من وكيل وزارة الشؤون رئيساً للجنة، والوكيل المساعد للرعاية الاجتماعية نائباً للرئيس، وممثل من وزارة الداخلية، وممثل من وزارة العدل، وآخر من وزارة التربية، وآخر من وزارة الصحة، إلى جانب حضور الابوين مقدمي الطلب، إذ تقوم اللجنة بالاطلاع على الطلب المقدم وبته سواء بالقبول أو بالرفض، موضحاً أن أهم الشروط التي يجب توافرها في الاسرة مقدمة طلب الاحتضان، أن يكون أحد الابوين يحمل الجنسية الكويتية، وتكون قادرة مادياً على رعاية الطفل، حسنة السير والسلوك، خالية من الامراض الخطيرة والمعدية، حيث تقوم الاختصاصيات بعمل بحث شامل لهذه الاسرة، وبعد الانتهاء من البحث ترفع النتائج سواء كانت سلبية او ايجابية إلى لجنة الحضانة العائلية لتتخد قرارها، مؤكداً أن قرارات اللجنة نهائية، ولكن من الممكن في حالة رفض اللجنة طلب الاحتضان، إعادة تقديم الطلب مرة أخرى من جديد، وأضاف الوردان: من حق اللجنة الغاء حضانة الطفل بعد احتضانه من قبل الاسرة إذا أساءت التعامل مع الطفل، لان الادارة عليها مسؤولية ادبية وقانونية تجاه الاطفال حتى في حالة الاحتضان، ولفت إلى أن المؤسسة تقدم المساعدات المادية للاسر الحاضنة، تحت بند مساعدات الطفل اليتيم، في حالة احتياج هذه الاسر، وقال الوردان: لتحقيق النجاح في العمل الاجتماعي يجب أن تمتلك مواصفات معينة، وإن كان يحدك الراتب فلن يكون هناك نجاح لان العمل الاجتماعي دؤوب على مدار الساعة، إذ إن بعض الاطفال يتعلقون بالمشرفين تعلقا أبويا، ويتواصلون معهم على مدار الساعة، فيجب على كل العاملين في هذا المجال أن يجعلوا من عملهم رسالة دون النظر إلى الماديات، وبخلاف هذا سوف يتعبون مبكراً ولن يستطيعوا متابعة عملهم. شروط القبول في «الدار»وأوضح الوردان أن التسمية الرسمية لهؤلاء الابناء حسب القانون، وهي مجهولي الوالدين، تم تغييرها واعتماد لفظ «الايتام» بدلاً منها باعتبارها افضل نفسياً على مسامعهم وباعتبارهم في حكم الايتام، لعدم وجود من يرعاهم من الوالدين، وأضاف أن هناك عددا كبيرا من الابناء الذين استطاعوا اجتياز هذا المصطلح الثقيل، واندمجوا في المجتمع، مؤكداً أن نسبة 95 في المئة من نزلاء المؤسسة مندمجون في المجتمع ويعيشون حياتهم بصورة طبيعية، وقد يكون هناك بعض الابناء تعثروا في الاندماج لاسباب وظروف معينة، ولكن نحاول إعادة تأهيلهم ودمجهم مرة أخرى، وعن شروط قبول الاطفال داخل الدار قال الوردان: يجب أن يكون الطفل محولا لنا من مخفر الشرطة بقضية مجهول الوالدين، بعدها يحول إلى المستشفى ثم إلى دور الرعاية الاجتماعية، وتقوم المؤسسة بعد قبول الطفل باختيار اسم رباعي للطفل مستوحى من الاسماء المتداولة في البيئة الكويتية، ومن ثم نقوم باستخراج شهادة ميلاد وبطاقة مدنية وجميع الاوراق الرسمية التي تثبت حقوق الطفل كافة، وتضع المؤسسة لكل طفل مبلغ 60 دينارا كويتيا شهرياً حتى يبلغ سن الـ 21 سنة، يتم تسليمه هذا المبلغ من خلال قسم متابعة شؤون الابناء، على حسب احتياجات الابن، موضحاً أن هذه المبالغ موضوعة للاطفال النزلاء داخل الدار أو الاطفال المحتضنين خارج الدار لدى الاسر، موضحاً ان الدار تضم 950 طفلا وطفلة، ومنذ سنتين ازدادت أعداد الاطفال مجهولي الوالدين، وهناك مجموعة كبيرة تم الحصول عليها وارسالها الى الدار كمجهولي والدين تتراوح اعمارهم ما بين 5 إلى 6 سنوات، وهذه ظاهرة دخيلة على المجتمع الكويتي يجب الوقوف عليها وتحليل اسبابها ومعالجتها، واعتقد أن زيادة نسب العمالة الوافدة وزيادة عدد الجاليات المقيمة على ارض الكويت من اهم اسباب تنامي تلك الظاهرة، واستغرب من وجود هذه الظاهرة في مجتمع محافظ على القيم والاخلاق، مناشداً جميع الجاليات التي تعيش على ارض الكويت الالتزام والمحافظة على قيم واخلاق المجتمع الكويتي، وقال الوردان: تمت مناقشة موضوع منح الجنسية مع المسؤولين في وزارة الداخلية وإدارة الجنسية والجوازات، واستطعنا إقناع المسؤولين بعدم منح الاطفال مجهولي الوالدين الجنسية وفقا للمادة الثالثة، متقدماً بالشكر الى مدير إدارة الجنسية والجوازات الشيخ أحمد النواف، على تفهمه لطبائع الامور والتعامل مع القضية ببعد إنساني، مؤكداً أن الجنسية تمنح الآن إلى الاطفال وفقا للمادة الاولى، وأن المؤسسة تعمل جاهدة لإزالة أي تمييز سلبي أو ايجابي. برامج إعادة تأهيل واعتبر الوردان أن نسب النجاح والرسوب بين الابناء داخل دور الرعاية طبيعية جداً لو قورنت بنتائج الابناء الطبيعيين، ونعمل جاهدين على تعليمهم وبث روح حب العلم داخلهم، مبيناً أن لدينا عددا كبيرا من الابناء حاصلين على درجات علمية رفيعة المستوى كالماجستير والدكتوراه، فضلاً عن مجموعة من الابناء يشغلون وظائف رفيعة كأطباء ومهندسين، وأضاف: السبب الرئيسي للبطالة يكمن في عدم قدرة بعض الابناء على الاندماج السريع والتغلغل داخل المجتمع، ونعمل جاهدين عن طريق برامج إعادة تأهيل لدمجهم مرة أخرى في المجتمع، وليس لدينا عصا سحرية للتغيير، لكننا نتعامل معهم بمنظور علمي انساني، وقال: الزواج رغبة ذاتية ترجع للابناء من الجنسين، في بعض الاحيان يتزوجون من داخل دور الرعاية، وفي البعض الآخر يكون الزواج من خارج الدار، وهناك لجنة مشكلة في الادارة في حالة طلب الزواج إن تمت الاستعانة بالادارة، ولكن إن لم يلجأ الابناء إلى الادارة فنحن لا نرغمهم على ذلك، ونقوم بإعطائهم 500 دينار، مع حجز صالة وطباعة الدعوات وعمل بوفيه للرجال وآخر للنساء، ولا يدفع الابناء اي شيء، فضلاً عن التوفير المالي الذي يتجاوز الـ 13 الف دينار كويتي المحفوظ في احد البنوك، والذي يتم تسليمه للابن من خلال اللجنة الفنية للدار التي ترفع الطلب إلى الادارة لتتم الموافقة عليه، وبين أن اهم شروط قبول مسؤولي دور الضيافة هي أن يكون لديه الرغبة في العمل التطوعي وان يكون حاصلا على دبلوم لمدة سنتين بعد الثانوية العامة، ولدينا نظرة في المتقدمين ومدى نجاحهم، وقرار مسؤولي قسم التوجيه هو الفيصل في الاختيار، مضيفاً أن مركز الطب التأهيلي داخل مجمع دور الرعاية يقوم بالرعاية الصحية الشاملة والتطعيم، ولدينا عيادة في دار الاطفال، أما الموجودون خارج دور الرعاية فيتم التعامل معهم كأي مواطن من خلال المستشفيات الحكومية.هموم مجهولي الوالدينجدوى نظام التطوعيؤكد بعض من التقت بهم «الجريدة» من مجهولي الوالدين أن الإدارة اجتهدت في نظام المتطوعين، الا أنه أثبت عدم جدواه، لأن الادارة تخلت عن كثير من المهام التي كان من الواجب تقديمها بشكل علمي ومدروس إلى اناس قليلي الخبرة ولا يملكون سوى الحماس. وأضاف هؤلاء ان نظام الام البديلة أُخذ من تجربة المملكة العربية السعودية وعليه مآخذ كثيرة.تمييز في الاهتماممجهول الوالدين، قال في مداخلة له إن اهتمام الدولة بالاسرى والشهداء والمعاقين يفوق كثيرا الاهتمام بأبناء فئته، فمعظم الاسرى توفوا واصبحوا شهداء وأصبح الاهتمام يذهب الى أسرهم، وكذلك المعاقين الذين يلاقون دعما كبيرا من الدولة، الا اننا لا نحظى ولو بجزء مما يحظون به من اهتمام وعناية.طريقة الزواجويؤكد بعضهم ان قرار زواج مجهول الوالدين سواء كان ذكرا أو أنثى لا تتم دراسته بشكل جاد، كما لو كنا في أحضان أسرة طبيعية، إذ يبدي الاب والام اهتماما بمن سيقترن به ابنهما أو ابنتهما، وهذا الاهتمام مفقود في الادارة، لذلك تكثر حالات الطلاق. هذا عدا حالات التمييز التي يواجهها الذكور عندما يُقدمون على الزواج من فتيات الدار، إذ يدعي البعض انهم لا يتركون لاختياراتهم الشخصية لشريكة الحياة.
قضايا
الوردان لـ الجريدة : زيادة العمالة الوافدة أهم أسباب تنامي أعداد مجهولي الوالدين أكد أن 95% من الأطفال مندمجون في المجتمع ويعيشون حياتهم بصورة طبيعية
05-12-2008