زيارة تستحق الإشادة
![صالح القلاب](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1501783180355436200/1501783193000/1280x960.jpg)
في زيارته الى فلسطين لم يلتق الشيخ أحمد الفهد، الذي كان والده، رحمه الله، قد التقى الإسرائيليين في ميدان القتال أكثر من مرة، أي إسرائيلي سواء مسؤولاً أو غير مسؤول، والمؤكد ان مروره من بين حراب جنود الجيش الإسرائيلي وهو يحاول الوصول الى القدس والصلاة في المسجد الأقصى والتبرك بقبة الصخرة المشرفة المكان الذي صعد منه رسولنا العظيم محمد، عليه الصلاة والسلام الى السماء، قد زاده حقداً على المحتلين وزاده قناعة بحق الشعب الفلسطيني المجاهد في أن يقرر مصيره بنفسه وأن يدحر الاحتلال ويقيم دولته المستقلة المنشودة. في سنوات سابقة وبحجة الخوف من تهمة «التطبيع» شارك العرب كلهم ومن بينهم الفلسطينيون في فرض العزلة على فلسطينيي عام 1948، الذين تمسكوا بوطنهم ولم يهاجروا مع من هاجر ويلجأوا الى الخارج مع من لجأ، ومعاملتهم معاملة الإسرائيليين، وتركهم فريسة للذين يحتلون أرضهم وبالتالي إشعارهم بأنه لا عمق لهم في اتجاه وطنهم العربي وفي اتجاه أمتهم العربية وأن خيارهم الوحيد هو ان يكونوا مواطنين مخلصين في الدولة الإسرائيلية. في عام 1969 أقيم مهرجان الشبيبة العالمي الذي اعتادت الدول الاشتراكية والأحزاب الشيوعية إقامته سنوياً في إحدى العواصم التي تدور في فلك الاتحاد السوفييتي وتابعة لـ«موسكو» مثابة كل شيوعيي العالم وقبلتهم وكان الخطأ الذي لا يغتفر الذي ارتكبته الوفود العربية المشاركة، هو مقاطعة الشاعرين الفلسطينيين الكبيرين محمود درويش، رحمه الله، وسميح القاسم، أطال الله عمره، لأنهما أتيا الى صوفيا عاصمة بلغاريا لحضور هذا المهرجان والمشاركة فيه في إطار وفد الحزب الشيوعي الإسرائيلي (راكاح) الذي كان ولايزال في حقيقة الأمر حزباً فلسطينياً أعضاءً وتوجهات ومواقف سياسية. كاتب وسياسي أردني