كم نحتاجك اليوم يا سناء بعدما عانينا الجفاف في صحرائنا القاحلة... لتمطري «ياغيوم المحبة»... أمطري «ليصبح الوطن أنشودة القلوب والشفاه»... أمطري «لتقهر الزمن إرادة الشعوب والحياة»... كم نحّن لأيامك يا وفية، متى ترجعين لنا «مثلما يرجع حمام البيت»؟ متى تعود «أحلى أيام العمر»؟

Ad

«كلما زادت المحن» يا سناء نتذكرك، نتذكر الزمان الجميل، حين كانت الكويت «ضحكة الأقدار للبشر»، نتذكر صوتك الشجي الذي نعشقه، والذي نلجأ إليه كلما يئسنا من حالة الردة التي نعانيها، نتذكر صوتك الوفي الذي تأبين إلا أن تعطيه للوطن... هكذا أنت دائما نقية، كريمة، عزيزة، شامخة، لا عجب أنك رمز للوطن فأنت تشبهينه، ما أحوجنا اليوم يا وفية إلى إحساسك الجميل وأنت تنشدين بحب «من يغرس الحب يلقى ثماره يانعات... من عنده صبر يرقى إلى دور عاليات».

ها هم اليوم ياسناء يحاربون كل معنى للحب، بل يريدون منعنا الفرح في أعياد الوطن، ليغيروا ملامح وطن الفرح والانفتاح والحرية، مسكين ياسناء وطن المحبة كم ظلموه، كم شوهوه، كم غيروه، كم حلبوه، لم يتعلموا منك ياسناء حين غنيت «أنا سنسقيها حبا لتسقينا... أنا سنعطيها خيرا لتعطينا»... لم يتعلموا أن الأوطان تُقتَل حين نأخذ دون أن نعطي... لم يتعلموا أن «الحب أسمى المعاني»، وأن «مغازل الخير» لن تدور ما لم نغزل «طيوف السنا»... «صدقا لغيم المحبة... على كويت الأحبة»، لا ياسناء لم نعد للأسف و«النور صحبة»... بل أصبح الظلام «يشق دربه».

متى تعودين «يا جارتي»... ليعود «البحار المغامر»؟ كم اشتقنا لملامحك ياسناء، كم اشتقنا لتلك الأيام... «شوق قديم في ثرى الصدر مزروع... وعروق قلبي صافي الود يسقنه»... حين غنيت للشاعر: «اعزف يا شاعر والربابة لك ضلوعي... لحن المحبة لك ضلوعي يشيلنه»... كم نحتاجك اليوم بعدما عانينا الجفاف في صحرائنا القاحلة... لتمطري «ياغيوم المحبة»... أمطري «ليصبح الوطن أنشودة القلوب والشفاه»... أمطري «لتقهر الزمن إرادة الشعوب والحياة»... كم نحّن لأيامك يا وفية، متى ترجعين لنا «مثلما يرجع حمام البيت»؟ متى تعود «أحلى أيام العمر»؟ متى نعيش «فرحة على قلوبنا تمر»؟ متى يعود السندباد؟ لننشد بفرح «ها نحن عدنا ننشد الهولو على ظهر السفينة... ها نحن عدنا ننشد الهولو عدنا للمدينة... ها نحن عدنا يا كويت إلى شواطئك الأمينة».

كم نفتقدك اليوم ياسناء ونحن على مشارف الاحتفال بالعيد الوطني... كم هو حزين دون صوتك الحر... لن ننساك اليوم يا رمز الوطنية... ولن ننسى وصيتك حين صدحت بصوتك العذب:

«بالخير ياللي مشيتوا مثل الغيوم السخية

تذكروا لي مشيتوا والدنيا معكم رخية

تذكروا لي جنيتوا ورد الحياة النديا

تذكروا من حماها يوم الليالي عصية

وإن الوفا والمحبة شرع النفوس القوية

وصية اللي سبقوكم الدار معكم وصية».