سورية وإيران حليفتان لا تنفصلان!
![محمد صادق الحسيني](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1461780051312990300/1461780065000/1280x960.jpg)
نقول كل هذا ليس من باب الشعر ولا الشعارات ولا من نوع الكلام المستعار، بل لمعرفة عميقة بمدرسة الأسد التاريخية، وكيف تقيس الموازين، وكيف تعقد التحالفات، وكيف تصبر عند الشدة على ضائقتها، ولا تقطع مع الشقيق أيا تكن خطيئته، ولا تخلع صاحبها وحليفها في زمن تدفق المصالحات والمبادرات.فدمشق كما طهران تعرف إلى أين تتجه رياح السياسات الدولية بعد انتصاري يوليو ويناير، وكيف أن إمبراطورية الأمس التي ظنت هي ومن هابوها أو انبهروا بها أو خفضوا جناح الذل لها، بأنها الإمبراطورية التي لا تغيب عنها «بساطير» عساكرها المنتشرين في أربع رياح الأرض، هي اليوم أشبه بـ«الرجل المريض» الذي بات يتجرأ عليه حتى رموز بطانته من «كرزايات» زمن المحافظين الجدد، وكيف أنهم شربوا فجأة حليب السباع وصاروا يتحدثون بلغة مستعارة من رواد النصر، ليقولوا إن زمن الضغوط الأميركية قد ولّى. ومع ذلك لابأس في ذلك ولا مانع من كل المصالحات والمبادرات الظاهرة والخفية والحاضرة والمستقبلية، والقوي هو من يعفو عند المقدرة، ولا يمنن على شقيق أو صديق بصفح هنا أو تغافل هناك، لكن الحديث الشريف بائن وواضح أيضا: «لا يلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين»!والكلام هنا موجه بشكل أساسي إلى الزعيم الدرزي وليد جنبلاط، وإن كان يصلح مثلاً لأي نظير، وهو ما ينبغي أن نكون شفافين وواضحين فيه وضوح الشمس: إن هزيمة مشروع المحافظين الجدد في العالم وليس في بلادنا العربية والإسلامية فحسب هو الأساس وراء ما يحصل وسيحصل من الآن فصاعداً من مبادرات صلح ومصالحة بين أهل الدار، وعليه فإن اليد التي تصالح هنا أو تهنئ هنا لا يمكنها أن تغدر أو تعادي هنا أيضا أي أعضاء من نفس البيت، والمبادرة التي تطلب الود والوصال هنا لا يمكنها أن توقد الفتنة والتفرقة هنا أيضا أي في زاوية أخرى من نفس البيت العربي والإسلامي.عليكم جميعاً يا من لاتزالون واقفين على الضفة الأخرى، وأنتم تتهيبون العبور إلى ضفة المنتصرين على العدو الصهيوني المتجبر، أياً كانت قناعاتكم الحقيقية حول النصر الذي علينا تنكرون أو المغامرة التي نحن بها تتهمون، نعم عليكم أن تتيقنوا بأن سورية لا تنفك عن إيران، وإيران لا تنفك عن سورية، وكلاهما لا ينفك عن لبنان ولا عن فلسطين... عندها وعندها فقط عليكم منا واجب القول: اذهبوا فأنتم الطلقاء، وقد حان أن تنزعوا ما بقي عالقاً في ظهور أمتنا من خناجر وسموم، وترفعوا الأذى عن أهلنا كلهم!* الأمين العام لمنتدى الحوار العربي - الإيراني