بالرغم من تقديري الكبير لهذا المؤتمر ولجهد القائمين عليه، فإنه يؤسفني أن أجدني مضطرا لتوجيه العتب الشديد لهم للكيفية التي جرت بها هذه الجلسة التي جاءت وكأن الناس كانوا في انتظار محاضرة من الشيخ أحمد لتكشف لهم الخافي وتدلهم على الطريق، وتعلمهم كيف يصيرون (خوش أوادم)!

Ad

اختتمت منذ أيام فعاليات مؤتمر «التآزر الوطني» الذي نظمه تجمع تنامي بالتعاون مع عدد من المؤسسات المدنية والقوى السياسية، وقد كانت الفعاليات متميزة وناجحة إلى مدى بعيد، لولا الجلسة الختامية، التي جاءت لتقول بلسان أحبتنا المصريين (الحلو ما يكملش)!

كنت دُعيت لحضور تلك الجلسة باعتبار أنها ستكون جلسة حوارية مغلقة مع أبناء الأسرة، وبعدها أُبلغت بأنها صارت مفتوحة بناء على طلب من الشيخ أحمد الفهد، الأمر الذي يحسب له، فلا شيء يستوجب الإخفاء، فذهبت حاملا تصوري بأنه سيكون حواراً بين طرفين؛ أبناء الأسرة في طرف، والحاضرون في الطرف الآخر، لأكتشف بأنها ليست سوى محاضرة طويلة ألقاها على مسامعنا الشيخ أحمد، محللاً وشارحاً ومفنداً للوضع السياسي وأبعاد الأزمة وتجلياتها وشكل الخروج منها، ومعرجاً بين فينة وأخرى على ذكر كيف أنه كان ممن تنبؤوا بالحاصل اليوم منذ زمن بعيد، ومعدداً لأدواره في معالجة الكثير من القضايا المصيرية التي اعترضت الساحة، وإن غلف هذا كله بعبارات التواضع، لتنتهي الجلسة وما سمعنا لأي من أبناء الأسرة الآخرين ممن حضروا صوتاً، اللهم إلا للدكتورة ميمونة الصباح بمشاركة مقتضبة جاءت مختلجة بالانفعال وخالية من الجديد!

يؤسفني، وبالرغم من تقديري الكبير لهذا المؤتمر ولجهد القائمين عليه، أن أجدني مضطرا لتوجيه العتب الشديد لهم للكيفية التي جرت بها هذه الجلسة التي جاءت وكأن الناس كانوا في انتظار محاضرة من الشيخ أحمد لتكشف لهم الخافي وتدلهم على الطريق، وتعلمهم كيف يصيرون (خوش أوادم)!

تخيلوا المشهد، حيث كاريزما الشيخ أحمد الفهد المعروفة، وقدرته على الحديث بأعصاب كأنها قوالب من ثلج، ومساحة من وقت مفتوح أعطيت له ليُشرِّق ويُغرِّب كيفما يشاء وينفرد بالمرمى، «بل ويُثبِّت الكرة ويشوت»، كل هذا في كفة، ودقيقتان يتيمتان لمن أراد المشاركة للتعقيب ليلخص كل أفكاره، في الكفة الثانية! إزاء هذا المشهد المسرحي، هل كان من الممكن أن تميل الكفة لغير مصلحة الشيخ أحمد؟!

لأجل أمانة النقل، سأذكر أنه لم يفلت من قيد الوقت الذي رفع عن الشيخ أحمد الفهد، وتم تطبيقه على الجميع بمن فيهم الدكتورة ميمونة الصباح، بنت الأسرة، إلا النواب السابقون النيباري والمليفي والحربش، حيث أتيحت لهم دقائق إضافية، لم يقدموا من خلالها شيئاً مذهلاً بطبيعة الحال!

أمام هذا المشهد الانفرادي التلميعي للشيخ أحمد الفهد، فأي ملامة يحق لأحد توجيهها لمن كانوا موجودين من الناشطين والمهتمين بالشأن العام لإحجامهم عن المشاركة، أو لانسحابهم من الجلسة بخيبة أمل، وسكوتهم عن توجيه النقد مباشرة للشيخ أحمد، وهم من كانوا ينتقدونه في الصحافة والندوات وبقسوة؟! لا أعتقد أنه يحق لأحد ذلك، وشخصيا لا ألومهم بل أتفق معهم، بالرغم من محاولتي المشاركة بقدر استطاعتي عبر المئة والعشرين ثانية التي ظفرت بها، فالجلسة والكيفية التي جرت بها كانت مخيبة للآمال، بل كانت مقلباً معتبراً، أساء لكل بهاء جلسات المؤتمر الأخرى!

 

 

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء