إننا بحاجة إلى «هيستاري» عربي يباشر بمبادرة إنسانية بحتة، ويوجد شخصياً في مناطق الكوارث، ويصبح جزءاً من تطبيق برامج المساعدات الإنسانية، ويحترف إدارة الأزمات بعيداً عن البهرجة الإعلامية.

Ad

* «شاخبار السوق»؟ سؤال بدأ يتردد في أروقة الجامعة منذ بدء الأزمة الاقتصادية العالمية والمحلية، وبسببها كثرت الزيارات الفردية والجماعية إلى مكاتبنا، ولا أعلم سر اعتقاد بعض الزملاء باختصاصي في «الفتوى الاقتصادية» هل هو قرار عودتي إلى مقاعد الدراسة، واقتحامي مجال الإدارة والاقتصاد؟ أم السبب «اسم عائلتي»؟

وبإلقاء نظرة «فريدة من نوعها» على المشهد الاقتصادي، وبعد مداولات خفيفة الظل مع الزملاء توصلنا إلى أن الكارثة الاقتصادية جاءت فرصة للتخلص من التداول الوهمي للأسهم، ولعلها تصبح فرصة أيضا للتخلص من فريق الإنجاز البرلماني الوهمي أيضا، كما هي فرصة لاختفاء شركات الورق، والطلبات الوهمية على أسهمها، ولعلها أيضا فرصة لاختفاء «خطط الورق» والنجاح الوهمي للمشاريع الورقية، أما مشروع المصفاة الرابعة الذي يحاول المرور بصعوبة عبر لجنه المناقصات المركزية، فالسبب يكمن في افتقاره إلى فريق «التصفيق والتطبيل»، لإنجاح القرار. وأما صندوق شراء الأسهم «العيسر الهضم» برلمانيا فيختلف عن مشروع الإطاحة بالقروض، ولن يلقى رواجاً لدى أبرز ممثلي الدوائر الانتخابية، ووصل بعضهم إلى قناعة باستبدال الدعم الحكومي لأسعار الأسهم بدعم السلع.

وبخصوص القرار الذي اتخذه البنك المركزي بخفض سعر الخصم، والذي سؤدي إلى إقراض البنوك بكلفة أقل، فالقرار مازال قيد «التشاور البرلماني» حتى يتوصل النواب إلى منح محافظ البنك المركزي لقب «إصلاحي»، مع العلم أن اللقب قابل للسحب في أي لحظة... والمثير في الأزمة هو عودة دور الحكومات إلى الأضواء، ووضع بعض القيود حول تدخل القطاع الخاص، وهذه في حد ذاتها بحاجة إلى دراسة.

ما سبق عزيزي القارئ كان «دردشة» بين زملاء عمل، ومازلنا حتى يومنا هذا نسمع في بعض الأروقة جملة «شاخبار الحكومة»؟ وفي بعضها الآخر «شاخبار السوق»؟. وكل «يسأل» عن ليلاه!!

* اعتاد المجتمع الدولي نمطا معينا من الكفاءات الدبلوماسية التي تسند إليها أدوار «الفزعة» في العمل الإنساني، وهي في أغلب الأحوال أجنبية، أقول ذلك مبدية إعجابي «بهيستاري»، وهو الدبلوماسي الفنلندي الحائز على جائزة نوبل للسلام هذا العام، الذي قام على مدى ثلاثين عاما، بجهود دبلوماسية عديدة، أبرزها دور الوسيط بين الأطراف المتنازعة في مختلف القارات، فمنذ أن بدأ عمله كسفير في تنزانيا، ثم مفوض لدى الأمم المتحدة لشؤون ناميبا، ثم مساعد الأمين العام للأمم المتحدة، حتى انتخب رئيسا لفنلندا، لم يتوقف يوما عن محاولات «تخفيف حدة التأزيم» في قضايا النزاع العالمية، فحاول إقناع الرئيس اليوغسلافي السابق سلوبودان ميلوسوفيتش، بوقف عمليات القصف والعنف في كوسوفو، مقابل وقف الناتو لضرباته العسكرية، ونجحت جهوده نجاحا جزئيا، ثم دعي لترؤس مبادرة إدارة الأزمات في لندن، والإشراف على الجيش الجمهوري الإيرلندي، ومراقبة عملية نزع سلاحه، وتوسط أيضا بين حكومة إندونيسيا والمعارضة، وحاول التقريب بين الصرب والألبان.

خلاصة الحديث أننا بحاجة إلى «هيستاري» عربي يباشر بمبادرة إنسانية بحتة، ويوجد شخصيا في مناطق الكوارث، ويصبح جزءا من تطبيق برامج المساعدات الإنسانية، ويحترف إدارة الأزمات بعيدا عن البهرجة الإعلامية، ولا مانع من «هيستاري» كويتي لتخفيف حدة التأزيم بين الحكومة والبرلمان أو حتى «هيستارية» نسائية!

كلمة أخيرة:

- تابعت خبر ترؤس الكويت للدورة الثالثة والعشرين لمجلس وزراء العدل العرب، وشعرت أن المناسبة بحاجة إلى اهتمام إعلامي.

- ما زلت أجهل المقصود بـ«التعاون الحكومي في مجال حقوق الإنسان» في العلاقات الثنائية بين الدول العربية! وأوجه السؤال إلى الزميل الدكتور غانم النجار لعل لديه تفسيراً؟!