للمرة الأولى منذ غياب، أولاً رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إسحق رابين، وثانياً الرئيس الفلسطيني السابق ياسر عرفات (أبو عمار)، تلوح في الأفق فرصة حقيقية لتحقيق تقدُّم فعلي بالنسبة لعملية السلام في المنطقة، وذلك رغم أن الانتخابات الإسرائيلية أنْتجت هذه الحكومة العنصرية المتطرفة، التي يحتل بنيامين نتنياهو فيها موقع الرئيس، ويحتل هذا الأرعن أفيغدور ليبرمان موقع وزير الخارجية.

Ad

فالإدارة الأميركية الجديدة، كما أثبتت المواقف المتلاحقة منذ وصول باراك أوباما إلى البيت الأبيض، أبدت جدية، وأبدت تصميماً واضحاً على إخراج عملية السلام من عنق الزجاجة، وإنجاز حلِّ الدولتين على صعيد القضية الفلسطينية، وإنهاء هذا الصراع الذي استطال أكثر من اللازم بالنسبة لقضايا الشرق الأوسط الأخرى، وفي مقدمتها بالطبع قضية هضبة الجولان السورية المحتلة.

وفي هذا الاتجاه، فإن كل المتابعين والمعنيين تأكدوا أن زيارة العاهل الأردني عبدالله الثاني بن الحسين قد حققت كل النجاحات التي كان ينتظرها العرب، وأن اللقاء مع باراك أوباما قد وضع تصوراً لخطة تنفيذية ستُناقَش لاحقاً مع الرئيس حسني مبارك، ومع محمود عباس (أبومازن) ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لدى زياراتهم المقررة تباعاً لواشنطن خلال الأسابيع القريبة المقبلة.

لقد شدد الرئيس الأميركي خلال هذا اللقاء، الذي ستكشف مقبلات الأيام كم أنه كان ضرورياً وكم أنه كان مهماً، على ضرورة ان يسوي الفلسطينيون والإسرائيليون أوضاعهم الداخلية، وأن يتخلصوا من سياسة حافة الهاوية، لِتُستأْنف المسيرة السلمية بخطى ثابتة على أساس حلّ الدولتين، أي دولة فلسطينية مستقلة قابلة للحياة والاستمرار الى جانب الدولة الإسرائيلية.

ولهذا، فإن على «الأشقاء» الفلسطينيين أن يحسموا أمورهم بسرعة، وأن يضعوا حدّاً لهذه المفاوضات التي ثبت أنها عبثية، وأن لا أمل أن تنتهي إلى النهاية المرجوة، وهذا يتطلب أن يسارع الرئيس محمود عباس (أبومازن) الى مصارحة الشعب الفلسطيني، وأن يطلعه على حقيقة ان «حماس» ملتزمة ببرنامج لا علاقة له، لا بفلسطين ولا بالقضية الفلسطينية، وأنها في كل ما تفعله وما تسعى إليه تنفذ ما يُملى عليها من جمهورية إيران الإسلامية.

ولهذا أيضاً، فإن على الإسرائيليين أن يدركوا أن عامل الوقت ليس في مصلحتهم، وأنه إذا تخلى العرب عن مبادرتهم، وإذا فتر حماس هذه الإدارة الأميركية لإنجاز ما لم تنجزه الإدارات السابقة بالنسبة لمأزق الشرق الأوسط المستفحل، فإن مستقبل الدولة الإسرائيلية في هذه المنطقة سيكون على المدى القريب موضع تساؤلات كثيرة.

 

 

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء