مؤسفٌ جداً أن تدخل مصطلحات كـ«الحمير والكلاب» في قاموسنا الإعلامي، ومخزٍ أن يبتلع نواب الأمة ألسنتهم أمام هذا الانحدار الأخلاقي والمهني دون وقفة حازمة منهم لوقف الدخلاء على إعلامنا عند حدهم، فما يتعرض له المسلّم الآن سيتعرض له زملاؤه «الصامتون» قريباً.

Ad

سكنت قبيلة «هوازن» جزيرة العرب منذ مئات السنين، إذ تفرع منها الكثير من القبائل العربية العريقة، إحداها قبيلة عتيبة «الهيلا» أشهر القبائل النجدية والحجازية على الإطلاق، وهي تنقسم إلى بطنين رئيسين، روق وبرقا، وإلى الأخير ينتمي سلطان بن بجاد بن حميد وشهرته «سلطان الدين» نسبة إلى تدينه، إذ اشترك هو وقبيلته مع الملك عبدالعزيز في توحيد المملكة، وهو قائد الجيش الذي فتح مكة، ومن بطن برقا ينحدر أيضاً فخذ العصمة الذي ينتمي إليه النائب فيصل المسلم.

لست هنا من دعاة القبيلة المقيتة، ولا يستهويني الحديث القبلي كثيراً، لكن بعض المواقف يجبرك على ذكر حقائق معينة كي تضع الأمور في نصابها الصحيح أمام القارئ.

ما دفعني لسرد هذه المقدمة، ليست حملة التشهير الظالمة التي تُشنّ على النائب فيصل المسلم من قبل وسائل إعلام استغلت مظلة الحريات للقذف في أخلاق وذمم النواب، فهذا أمر تعوّد عليه أهل الكويت بمن فيهم المسلّم، لكن نقل خلافهم معه إلى ساحة الجارة المملكة العربية السعودية عبر الاصطياد في المياه العكرة أمرٌ مرفوض جملة وتفصيلاً، ليس دفاعاً عن المملكة ولا عن علاقاتها بدولة الكويت، فهي أعمق من خزعبلاتهم وتصرفاتهم الصبيانية، لكنه من باب كشف سطحية تفكيرهم وتوهمهم بأن الكويتيين ينسون بهذه السهولة.

أحدهم طل علينا قبل أيام عبر إحدى الفضائيات يتباكى على علاقة الكويت بالسعودية التي أساء إليها المسلّم، وتدخّل فيها على حد قوله، والأخ كان قد كتب قبل أشهر مقالاً ينضح بالطائفية والحقد أساء فيه إلى المملكة وحكامها وشعبها، حتى اضطرت الصحيفة التي نزل فيها المقال إلى الاعتذار عن هذه الإساءة على صفحتها الأولى.

ليس فيصل المسلم العربي «القح» الذي تعود جذوره، مع جذور حكامنا آل صباح، إلى منبع واحد هو جزيرة العرب، من يسيء إلى تلك العلاقة، فحاملو لواء الإساءة معروفون سلفاً، لكننا لا نريد فتح صفحات الماضي وتقليب المواجع.

مؤسفٌ جداً أن تدخل مصطلحات كـ«الحمير والكلاب» في قاموسنا الإعلامي، ومخزٍ أن يبتلع نواب الأمة ألسنتهم أمام هذا الانحدار الأخلاقي والمهني دون وقفة حازمة منهم لوقف الدخلاء على إعلامنا عند حدهم، فما يتعرض له المسلّم الآن سيتعرض له زملاؤه «الصامتون» قريباً، فنحن نعيش مرحلة إرهاب إعلامي ضد شرفاء الأمة.

فيصل المسلّم لا يملك وسيلة إعلام تدافع عنه، لكنه يملك مواقف في قاعة عبدالله السالم تُلجم كل من يحاول التطاول عليه، ونظافة يدٍ تخترق عيون خصومه، وهو بالمناسبة ليس وحيداً في هذه المواجهة، فجميعنا معه، ومع كل نائب نتوسم فيه الأمانة والشرف والبِر في القسم، وإلا ما فائدة أن تحمل أمانة القلم إن لم تدافع عمن يكون الدفاع عنه واجباً وطنياً وأخلاقياً ومهنياً؟

***

في ديوان الشايجي ذكر المسلّم الأسماء صراحة، وعندما تحدث في قاعة عبدالله السالم لم يذكرها، لأن جوقة الفُجْر في الخصومة ستتهمه بالتمترس خلف الحصانة البرلمانية... كم أنت كبير يا «أبا علي»!