هل ما نشاهده من تسارع الأحداث السياسية واحتقانها هو مشاهد من فيلم هندي طويل؟ للأسف انه مشاهد من فيلم كويتي بات يعرض مكررا، بنجاح، او بفشل كبير، لا فرق، وبشكل مستمر، منذ حل المجلس البلدي سنة 1966 وتزوير الانتخابات سنة 1967 والانقلاب على الدستور سنة 1976، والانقلاب عليه مرة أخرى سنة 1986، ولا يبدو ان شاشة العرض السياسي لدينا قد ملت من تكراره، وعرضه مرة تلو الأخرى.

Ad

منذ زمن طويل عندما كانت الأفلام شحيحة، كان فيلم عنترة بن شداد من تلك الافلام التي تحظى بشعبية كبيرة، وكنا ربما نشاهدها اكثر من مرة.

أحد الاصدقاء كان مغرما بعنترة لدرجة انه كان يحرص على مشاهدته بشكل يومي، وكان صاحبنا يصر على أنه يشاهد شيئا مختلفا في كل مرة، فتارة يرى «أن عنترة اليوم كان مو مثل العادة»، وتارة يرى «أنه سوَّى الهوايل»، ومرة أخرى يرى ان «عنترة كان ضايق خلقه، مسكين».

بالطبع المقصود هنا كان فيلم عنترة الذي مثله سراج منير، والذي كان صاحبنا وفيا له حتى عندما ظهرت نسخة جديدة لفيلم عنترة من تمثيل فريد شوقي، انزعج صاحبنا بشدة على اعتبار ان ذلك يعتبر تشويها للتاريخ، ولم تنجح محاولاتنا في إقناعه بغير ذلك، كما لم يشفع لفريد شوقي بطولاته، و«رصيف نمرة خمسة»، وكونه «ملك الترسو»، وصِرِّيع محمود المليجي التقليدي.

الاصرار على ظهور الحل غير الدستوري، كلما حدثت ازمة في البلاد، هو الاصرار على مشاهدة ذات الفيلم، وبذات النتائج، وهو اصرار على قيادة البلاد الى هاوية معروفة النتائج سلفا.