تضاربت آراء الفقهاء المصريين بشأن دعوة أطلقها أخيراً أستاذ جامعي في الأزهر، يطالب فيها الرجال المسلمين بعدم ارتداء أي ملابس «نصف كم» وتغطيتهم الأقدام بجوارب، تجنباً لإعجاب النساء بهم ودرءاً للفتنة على حد قوله.
وكان د. محمد أبو زيد الفقي (العميد الأسبق لكلية الدراسات الإسلامية-بنات في كفر الشيخ)، قال في خطبة ألقاها الجمعة الماضي بشأن التحرش الجنسي، والملابس التي تصمم لإظهار مفاتن النساء، وسراويل الرجال الضيقة التي تُظهر العورة، إنه سأل بعض النساء عن لبس الرجل قميصاً أزراره مفتوحة أو «تي شيرت» نصف كم، فقلن إنهن يستحين من إعجابهن بالرجل، لكن هذا الإعجاب لا يصل إلى حد الإثارة، كما دعا أيضاً الرجال الذين يقصّرون جلبابهم ويكشفون جزءاً من أقدامهم إلى ارتداء الجوارب لعدم إثارة النساء.واتفقت معه د. ملكة يوسف زرار (الداعية الإسلامية والمستشارة الشرعية والقانونية للأحوال الشخصية في مصر)، مؤكدة أن «عصرنا الحالي شاعت فيه كل أنواع الفتن، ولم يعد البعض يستحي من ارتداء ملابس لا تتوافق بأي حال مع وقار وجلال بيوت الله، وهذا الأمر لا يتوقف على المرأة إنما يشمل الرجل» وأضافت «أرى بعين رأسي صوراً مُخزية لملابس الرجال تكاد تُجزم أنهم ليسوا من أهل القرآن، ومنها السروال الذي يكاد يخترق الجلد ويظهر العورة المغلظة للرجل بطريقة فيها من الإساءة لهذا الشخص، ومن هذه الصور أيضاً فتح الرجل القميص مبيناً صدره، وإن كان لم يرد نص شرعي بتحريم ذلك، لكن في أحوال كثيرة تكون هذه الهيئة غير مرضية ولا تتوافق وآدابنا وتقاليدنا الإسلامية».بينما اعترض د. محمد رأفت عثمان (أستاذ أصول الفقه في جامعة الأزهر) على هذه الدعوة، مؤكداً أن «الإسلام كونه ديناً عالمياً ويخاطب البشرية جمعاء، لم يُحدد زياً محدداً للناس سواء للرجال أو النساء، لاختلاف البيئات والثقافات وظروف الطقس من مكان إلى آخر، والشرط في ملابس الرجال أو النساء أن تكون ساترة للعورة، وفي حين أن عورة المرأة جسمها كله ما عدا وجهها وكفيها، فإن عورة الرجل هي ما بين سرته إلى ركبتيه، ولا يُتصور أن تكون ملابس الرجال مثيرة للنساء بذاتها، لأن الإثارة عادة تحدث بإعجاب المرأة بوجه الرجل أو جسمه إذا كان متناسقاً، وهذا المعنى لا يُتصور في حال الرجل الذي يرتدي نصف كم».
أخر كلام
تضارب الآراء في شأن غلق الأزرار ونبذ النص كم
31-10-2008